تجارة الإقامات في دول الخليج 

أشرف عمر المحامي | مصر

هناك مصطلح يطلق علي عواهنه من بعض البسطاء والتشريعيين ورجال السلطة التنفيذية بأن هناك مافيا لتجارة الإقامات والتجارة بالبشر  في دول الخليج  وغيرها وأنهم هم من أغرقوا تلك الدول بالعمالة الهامشية ولذلك عندما حدثت أزمة فيروس كورونا انتبه الناس فجأة إلى تلك المشكلة و آثارها الناجمة علي المجتمع وخطورة تلك العمالة عليهم و التي من المفروض تنظم شئونها في أي دولة في العالم بقانون البلد الذي يقيم فيه الوافد أو المقيم والقوانين الدولية من ناحيتي تنطيم العمل والرعاية الصحية وغير ذلك وهذا ليس حديثنا .

ولكن  حديثنا  هو تجارة الإقامات في تلك الدول وغيرها  وهل هي موجودة بالشكل الذي يتم تناوله أم ماذا، أعتقد أنها غير موجودة بالمفهوم الذي يتناوله البعض  ويسوق له، وإنما هي بعض الجهات في الحكومات بتلك الدول المسئول الأول والأخير عن ذلك؛ لأنها  هي من منحت لهؤلاء التراخيص اللازمة للتجارة بهولاء البشر وتحديد أعدادهم، وتقدير أعداد عمالة مبالغ فيها لا يتناسب مع حجم العمل أو قد تكون وهمية والاسترزاق من ورائهم  وأخذ أقواتهم وتركهم يهيمون في الشوارع دون رقابه فعلية.

وليس مسئولية الكفيل كما يسوق البعض الذي تقع عليه الالتزامات التعاقدية لتلك العمالة ففي كل مكان في العالم ستجد عمالة هامشية وعمالة بدون إقامات وعمالة مخالفة ومتسربة وبأعداد كثيرة وغير ذلك ولا يمكن السيطرة علي هذا الأمر نهائيا  ولمن لديه ما يخالف ذلك فليأتني به. 

وموظف لايخاف الله اشترك في هذه الجريمة وأعطي لرب العمل أعدادا من طلبات العمالة بمقابل أو بغير مقابل لا تتناسب مع حجم العمل الفعلي المطلوب تأديته والتقصير في الرقابة علي تنفيذ تلك الأعمال وتقييم حجم المطلوب لها من عمالة أولا بأول.

لذلك فإن المشكلة لدي الجهاز التنفيذي المسئول عن متابعة أرباب الأعمال وتنفيذ عقود العمالة، ويحتاج معها معالجة لآلية العمل فيه والرقابة عليه وتفعيل المحاسبة علي موظفيه

والعامل ليس عليه أدني مسئولية  في هذا الأمر نهائيا بل هو ضحية الجهاز التنفيذي المسئول عن استجلاب العمالة في تلك الدول لأنهم هم من سمحوا بإعطاء الشرعية لرب العمل في استجلاب العمالة بأعداد تفوق الحجم الفعلي لطبيعة العمل المطلوب والتحكم فيها  وعدم صرف حقوقهم وإبقائهم والتجارة بهم وأخذ إيتاوات منهم.

لذلك لا تلقي باللوم علي العامل الذي يجري علي رزقه ويريد أن يأكل من رزق الله ولا تلوموا أرباب الأعمال وإنما لوموا من سمح لهم باستجلاب تلك العمالة والنصب عليها بقصد انتفاخ جيوبهم علي عباد الله الذين يسعون في الأرض من أجل أرزاقهم كما قال رب العزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى