حيث لهيب الجمر

أحمد بن هلال العبري | شاعر عُماني

رُبـَّـــانُ قــــلبي تــولَّى فيـــكَ نَشْــوانا
فابسُط له من شِغافِ الــــقَلبِ شُطـآنا

///

ما لاحَ في الكــونِ إلا مــنــــكَ ممـلكةُ
الأحــــبابِ، نهـــفوا لها شــيبا وشـبانا

///

دلفتُ في خدِرها فامتـــدَّ لي طـَـرَفٌ
يُفتـِّـــــــقُ الحُـبَ إشْــــراقا وإيْمــــانا

///

يُفتــِـشُ الوجــعَ المَنـــضودَ في رَحـمٍ
أَوتْ إلـــــــيه المآســي في حَـنايـانا

///

هناكَ حيــثُ لهيبُ الجـمرِ ذابَ على
نزْفِ الـــرؤى و توارى فـيــه موتـانا

///

هناكَ يسطـعُ في كفِّ الرمـالِ هُدى
يُزجــي حضَــارتنا في الكــونِ فُرقانا

///

والشمـــسُ تعزفُ ألـحـــاناً مزخرفةً
غــــنَّى بـــها عَندليبٌ في زوايـــانا

///

أتذكُر الغيـمــةَ الأولى وقد بَسطَـتْ
علــى مُحــــــيَّاكَ نورَ الكـونِ بُركانا

///

كنَّا وحيــــــدَينِ إذْ هَدْهَدَتَ أوردَتي
فأطْــلَقـَـتْ لمَعينِ الشــعرِ شِريــانا

///

ناولتـُــها بـــــيمينِ البـَــوحِ أغنـــيةً
بلحــنِها أبــصرَ الأعــمى وأشجَـانا

///

يجاهدُ الَبــوحَ أن يـسري على وتـرٍ
ليَنثـُـــــَر الحُــبَّ من كفَّـــيه رَيحانا

///

على متونِ الـنوى و الليلُ يَسرقُ من
عـَــباءةِ المــوجِ نوراً كَـمْ تغـــشَّـانا

///

مجدافُنا لـــثمُ خدٍ أخْجَلــــته ضحى
خريــدةٌ ركَــــــعَتْ للبــــحِر قُــربانا

///

يبلى الزمـــانُ وكَــــفٌ منـكَ يانـعة
بـها الــصباحُ إذا ما الـــدهُر مسَّـانا

///

وموجةٍ شقَّـت الأرجــــاءَ في لُغـــةٍ
أوى إليــها رَفيــــــفُ الــزَهرِ ولهانا

///

كأنَّما هي من حَـظِ الكليـمِ، زهَـــــت
بصـــــوتِ داؤد تُزجـــي فـيك ألحـــانا

///

تُهدي الشواطئَ نَبـْــضَ الِكبرياءِ على
أريكـةٍ وَسـعَتْ للحُــسنِ سُـــلطــانا

///

تسوقُ (فرمــالَ فتـحِ الخيرِ )في لُـجَجٍ
ذَاقـتْ هَـــــوانَ الهوى إْذ عُــودنا لانا

///

فيَشــرئِبُ بها (صَـــدْرُ) العُـلا غَسَقا
وتــزرعُ المجــــدَ بين العُــرْبِ أفنــانا

///

بروحِ مــن ســاقها في اليم ُمتخِــذاً
مــن عَـــــزْمِ أســلافَنا الإعـصارَ ربانا

///

كماجدٍ حـين ألقـى فِـــــيـكَ فَــــْلذَته
وســاقَ منكَ قَطيـــعَ الخــوفِ نـيرانا

///

يا ابنَ الخليجِ أنا مهـــــدٌ لســالِفــكم
فلتـــســألوا الـــــكونَ شُطآنا وكُثبانا

///

ســـلوا الصواريَ، قــد غَنَّت حناجرُها
لَــحْنَ( الزُّهـَـــيريَ ) للأمـــواجِ أوزانا

///

سلوا الشواطئَ، قــد ألقيتُ من فمِـها
نـــبؤةً خـــــلدت فــي الـــعِــِّز تِــيـجـانا

///

لأمـــــةٍ غَرسَـت فـي اليــمِّ أشـرعةً
أوى إلــــيها حمــامُ الأيـــكِ ظَمـــآنا

///

يا بـحُر حســبُ العُــلا مـنا معـَّلــقةٌ
أسـوقُ هودجَها بالعُـــــرْبِ ُسلطانا

///

نَلوذُ قربــَـك إذ تَقســــو الظهيرةُ في
ظهـــــورِنا ونُــــصــلي فـــي بَقــايانا

///

حتَّامَ ـ نبقــى على َسفـحِ الــعزاءِ، وذا
تــابـــوتُ ذُلٍ يُصـــــِّلي فـــي مُــصــلانا

///

والـموجُ يهــدرُ مُـــذْ شَــقَّ الإلـــه لنا
عَيـْــــنا وألـــبَسنا ُنطــــــقا وآذانـــــا

////

والـقدسُ تشكــو مواتاً في جَوانِحـــنا
أتت عـــليــه صــحاري الـــُبؤسِ نيرانا

///

هذي ربُـاها، وحســبي اليومَ عاصفةً
بالراســـياتِ لتــــــــذروا زهــَر َمـرعانا

///

يسوقُ قابيــلُ قطعانَ الردى غَـسـقا
ويســـرقُ اللـــيــلُ أنـــواراً بــأقْـصـانا

///

فَـُلـذْ بصَمـتِكَ يا( فِرمــالَ) أشــرعتي
وذَرْ هَجـــــيعَ ليــالي العُـْربِ شُطـآنا

///

فللصواري شـــباكُ (الِليْــخِ)، تحرسُها
حوريةٌ نَفـــــَثت نُـــــوراً تَغــــشَّـــانـا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى