اللغة العربية

سمير عبد الصمد | شاعر من الأردن

يسافرُ الحرفُ في أسماعِنا نغما
ويستثيرُ صداه الرائعُ الهمما

///

اللهُ،  يا لغةَ الضادِ التي ملأت
أرواحَنا، وسَمَتْ في ذاتِنا حكما

///

يكفيكِ أنكِ ميثاقٌ يوحِّدُنا
وأنك البيتُ، مرفوعًا ومحتكِما

///

وأنَّ منك كتابَ اللهِ،  أحرفُهُ
وحيُ القداسةِ يجلو نورُها الظُلَما

///

وأنكِ الفضةُ المصقولةُ، احتضنتْ
بدائعَ القولِ: منثورًا ومنتظِما

///

وأنّ راياتِكِ البيضاءَ خافقةٌ
في الخافقين، يهزُّ نقاؤها الأمما

///

صُنتِ الشريعةَ، ألفاظًا ومعتقَدا
فأشرقَ الكونُ من إلهامِها قِيما

///

(بانت سعادُ) وما زالتْ مُعطَّرَةً
بالرائعاتِ، تطوفُ البيتَ والحَرما

///

بـبُردةٍ من رسولِ اللهِ طاهرةٍ
ينالُ كعبٌ بها الأمجادَ والنِعَما

///

(إن الرسولَ لَنورٌ يُستضاءُ به)
هدايةُ اللهِ مَن تُقسَمْ له غَنِما

///

قيسٌ يؤانِسُنا في سحرِ مُؤنِسةٍ
فيضرمُ الشوقَ في وجدانِنا ضَرَما

///

ليلى الرقيقةُ ليلُ السهدِ يذكرُها
تحكي حكايةَ مََنْ مِن عِشقِهِ ظُلِما

///

هما الشتيتانِ في أحضانِ باديةٍ
هما الشقيانِ حالَ البينُ بينهما

///
يمضي بنا المتنبي نحوَ صومعةٍ
نرى بمحرابِها الآمالَ والألما

///

(واحرَّ قلباهُ) من همٍ يُكابدُه
قد أسهرَ الخلقَ من غُلوائِه سقما

///

(وشعرُه مالئُ الدنيا وشاغِلُها)
هزَّت قصائدُه مَن يشتكي الصمما

///

تهدمتْ وانتهتْ من بعدِه دولٌ
لكنْ، أبو الطيبِ الصداحُ ما انهدما

شيخُ المعرةِ يُثرينا بفلسفةٍ
حولَ الوجودِ،  فكان الحائرَ الفهِما

///

(رهينُ حبسينِ،  لم يجنِ على أحدٍ)
عاش الحياةَ على علاتِها سأما

///

لا الشدوُ يُطربُهُ، لا الشجوُ يُتعبُهُ
كلاهما في حنايا نفسِه انكتما

///

قد أرهقَ الشكُّ دنياه، وأرهقَه
كلُّ الوجودِ لديه يُشبهُ العدما

///
نُبوغُ شوقيتجلّى في عرائسِه
كانت مدائحُه في المصطفى قِمما

///

(يا أفصحَ الناطقينَ الضادَ قاطبةً)
على الزمانِ تظلُّ الصادقَ العلَما

///

(يا أحمدَ الخيرِ) يا نبراسَ أمتِنا
ما زال رٰكنُك للأخلاقِ مُعتَصما

///

(محمدٌ صفوةُ الباري ورحمتُه)
إن هلَّ ذكرُكَ يرنو الكونُ مُحتشِما

///

يزهو نزارٌ بتاجٍ صاغَهُ عُمرٌ
حتى تلألأ بـرَّاقًا ومُنسجِما

///

في كلِّ بيتٍٍ سرى عشقٌ إلى وطنٍ
أو ياسمينةُ حبٍ تسبقُ الحُلُما

///

أو عطرُ حسناءَ، أو أسرارُ غانيةٍ
أو وردةٌ لوّنتْ جديلةً وفما

///

تلك القدودُ بشدوِ الساهرِ انفعلتْ
لما التقى الحرفُ في إحساسِه النغما

///
نشدُّ باللغةِ الفصحى إرادتَنا
شرقًا وغربًا وإقبالًا ومختَتَما

///

ففي حروفِكِ خلَّدْنا حضارتَنا
وفي دروبِكِ سار العلمُ والعلما

///

ومن بيانِك أرضُ اللهِ ناطقةٌ
الفكرُ يُتعِبُ في إبداعِهِ القلما

///

إنا المحبونَ،  هذا الحبُّ في دمِنا
نحمي كيانَك،  لا مَنَّا ولا كرَما

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى