شيراز وحكاية الوطن
سمير حماد | سورية
تعرضت البلاد لعدوان خارجي غادر، هددها بالزوال, عمرانا, وهدد أهلها بالهلاك ذبحا وتشريدا وإبادة …..
كان في البلاد خطيب مفوّه, فاعتلى المنبر , واخذ يخطب ويحذر أبناء وطنه من العدو الغادر, والخطر الداهم الذي يتهدد البشر والحجر ..
وعلى الرغم علوّ شأنه, وبلاغة كلامه, واستدعائه لأجمل الصور البيانية, والجمل المؤثرة التي توقظ الجماد لبلاغتها, والأرواح الميتة, لشدّة وقعها, وتأثيرها حتى على الغافلين، لكن هذا كله, كان دون جدوى، فالناس نيام لاهم لهم سوى اللهو و الغمز والّلمز، لقد كانوا في غفلة من امرهم , رغم الدماء والدمار, ورغم الخراب والبلاء …..
احتار الخطيب في أمره, عندما وجد نفسه في واد، والجماهير الغافلة في واد …
قرّر أن يسلك طريقا اخر, لايقاظ المستهترين بوطنهم, والغافلين عما يدور, فغير أسلوبه، وبدا يحكي لهم هذه القصة:
هل سمعتم قصة شيراز, الفتاة التي أرادت أن تزور جدتها, على الضفة الأخرى من النهر؟
أخذت شيراز سلّتها, ومضتْ برفقة حمامتها وكلبها، وصلت النهر, جلست على ضفته , فغفت، فاض النهر ، فطارت الحمامة الى الجهة الاخرى ، وقطع الكلب النهر سباحة ، وتوقف الخطيب المفوّه ،
فتعالت الاصوات فورا مجتمعة :
و شيراز؟.وشيراز، ماذا جرى لها؟
اطمأن الخطيب وقال: كما يجرى لنا لآن،
قال الجميع وبصوت واحد ايضا: وماذا يجري لنا؟
وبدأ يحدّثهم ويحكي لهم حكاية الوطن..