أحبّكِ
سائد أبوعبيد
لقد كنتِ حاضرةً قبلَ أنْ تلجَ الريحُ وقتي
وأذكرُ أنَّ الكلامَ الذي اختمرَ الهمسُ فيهِ
تدلى عناقيدَ من عنبٍ في كرومِ القصيدةِ
ندهُك لي يا حبيبي عصيٌ على الزمهريرِ
غزالٌ تحجَّلَ بالرَّقصِ في جوفِ صدري
نبوءاتُ أضوائِنا شغفٌ صاهلٌ رغمَ هذا الغمامِ
أُباهي بها كلَّ مَنْ عَشقوا قبلَنا
لا تفرُّ إِلى التِّيهِ عنِّي
تُغني بأَعذبِها
باللَّذاذةِ ينفَكُّ صلصالُها عندليبَ
فيغوي المَدى بالغَرامِ
أُباهي بها كلَّ حقلٍ رأى ظلَّنا
ياسمينٌ مُضاءٌ على سرَّةِ الشَّمسِ أَنتِ
يُطالعُكِ العارفُ المُشتهي ما يراهُ
فينبَجِسُ الشَّوقُ
لا ريحَ توقفُهُ إِنْ هَمى رقصُهُ في شَتاتٍ إليكِ
ظلالُكِ بي نيراتٌ ويقشرنَ ليلي
ويرفعنَ عندَ البواكيرِ صحوي
أُحبُّكِ من غيرِ وعيٍ
وفي الوعي أَذوي
أعُدُّ الفَواجِعَ واحدةً تلو أُخرى
وأَقسى الفَواجعِ حين التقينا غريبينِ
شَمَّلتِ خطوَكِ
قيَّدتُ خَطوي
تضاءَلتِ عندَ المغيبِ
كما الشمس يسرقُ أضواءَها فتنةٌ للغروبِ
فجيَّشتُ قلبي
وحبي
وأَطلقتُ ندهي
أحبُّكِ
ليلكةً عُدتِ في الليلِ تنشينَ حُلمي
إلى مُلتقانا الأَخيرِ ترشينَ ماءً على زهرةِ الياسمينِ
وعوسجةً في هتافاتِ قلبي