بيت لحم
أحمد نسيم برقاوي| أكاديمي فلسطيني
وبعد لأي وحلم وانتظار وصلت اليك يا أمي،
يا مدينة المهد
والمسيح لوتدرين هو أحمد
أحمد المولود من آلام آلامك.
جئتك من دمشق الشام
ومعي كتاب من بولس
ووصاني أن أتلوه عليك:
نشر العتم في دمشق
طاغية جز أعناق أحلامنا وأحلامك
وإن إرم ذات العماد تفرد للريح جناحيها
لتفك أصفادها وأصفادك.
جئتك وأنا الخاوي من اساطير الأولين
ولا أحمل على ظهري خوابي الحنين
لكنني عاشق وصدري تسكنه روح الشآم.
انا الفلسطيني الابدي
والسيد السوري
والمطعون في الظهر
أنا المولود من روح هذا المكان
إكليلي زعتر عيبال
وياسمين دمشق
وعناقيد الخليل
لكني جئتك ويداي خاويتان
لا بندقية في يميني
ولا غصن زيتون في يساري
حتى ظن الغريب بإني ميت
ولم يشتم عطر العناق من ساعدي
كاظما غيظه حين رآني
راح يسألني
وقسمات وجهي تضج بالحزن والإباء:
“من أي البلاد قادم انت؟
تأمل محياي
وستعرف من أنا:
ملامح ابن مريم
وأبي القاسم
والوليد
تنطق بالحقيقة يا وليد الزيف
أطرق ارضاً وصمت.
رأى الخائف المتخفي خلف الأسوار
دون ان احكي له قصتي
غوطتي جلق في عيني والشرار
ما كان يدري ان المسيح
هو الشآمي الذي قام من بين الأموات
ليبعث الحياة في أرضك الثكلى
والسناءات في أعلى سمواتك.
يا مدينة المهد
يا أم الأماكن
طفل انا وانا المصلوب
والصالب هو الصانع الأشر لصلبانك.
انا يا ابن مريم
لا اسكن قلوب الآلهة
وكل الآلهات يسكنّ قلبي
غير اني حين قبلت ارض المخاض
حسبتني سناءً أحميدياً من سناءاتك .
بيت لحم يا أمي الثكلى
وأنا المولود منك
وكل جراح الشام بعض
من جراحاتك.
كيف ألوح بالوداع إليك
كيف أفلت يدي من يديك
فلسطين يا أمي
المسيح ليس أبي
المسيح أخي المقتول
والمسجون
والأسير
والمصلوب
وأنا يا شام ،يا أم الأماكن،
طفل فاض من نبع آياتك.
رام الله 15/4/2012