حب وعتب إلى بغداد ^
الشيخ السفير هلال السيابي | سلطنة عمان
نزفتْ جراحُك في الهوى و جراحي
بغداد ، فاقترعي على اقداحي!
///
قلبي كقلبك نازف بنياطه
أو ما رأيت على “الفرات” جراحي!
///
أنا نبع ذاك الجرح فاستسقي دمي
في الحادثات مجلجلاً بالساح
///
ماراعَ شاطئَك الزمانُ بحادث
الا وجال غراره بجناحي!
///
كلا، ولا رِيعت لوجهك نضرة
إلا وكنت فداءها برماحي
///
دمك الطهور دمي، وروحك مهجتي
لولا الجنوح إلى الحسود اللاحي!
///
كم جئت نحوك، والأصائل سلسل
والنهر يرمقني بوجه ضاح !
///
والليل منشور الذوائب، والهوى
صاحٍ، وطرف الدهر ليس بصاح!
///
والزهر منبلجُُ على موشِيٌِه
ما بين وردٍ ضاحكٍ وأقاح
///
تهفو ملاحك بالحلال من الهوى
وترفٌُ بالسحر الحلال ملاحي!
///
روحي ترفٌُ على رباك حفيةً
والقلب يرقص بالهوى الملحاح
///
أهوى خمائلك الحسان وأزدهي
وأهيم في تاريخك الوضاح
///
حلقت فيك، وما علقت سوى الهوى
للخالدين كواكب الإصباح
<<>>
قسماً لعمرك ما نسيت لياليا
هُنٌَ الملاح بمفرق الأفراح
///
فسلي “بسامراء” عن ولعي بها
و”القادسية” عن روائع راحي
///
فأنا العُمانيّ الذي بنياطه
علق الغرام بمجدك الفواح
///
أنسيت جرحي في رباك ومشهدي
و “الرافدان” هما شهود جراحي !!
///
غنٌتك في الأفراح غُرُُ قصائدي
وهفت بمجدك غاليا أمداحي
<<>>
يا” ابنةَ المنصور” أي جريرةٍ
شوهاء بين عشية وصباح
///
فبدا حسامك في فؤادي غائرا
وسطا قناك بمعطفي ووشاحي
///
وتناثرت أشلاء قلبي والهوى
بنياطها مِزِقاً على الصٌُفٌَاح
///
وتأهٌبت زمر الكواسر حُوٌما
من كل ذي نابٍ وذات جناح
///
وتدافعتْ سودُ الخطوب جوامحا
ان الخطوب السود ذات جماح!
///
وبدت لنا “صفين” راية فرقة
قسمت عروبَتَنا إلى أشباح
<<>>
عفوا لباة الشرق: أي جريرة
جَرٌَت عروبتنا إلى الجراح
///
تلك المعالم في “حدائق بابل”
ناحت لحزنك أو بكت لنواحي
///
و “الكرخ” يندب، و ” الرصافة” في أسىً
تبكي الجلال بمدمع سحٌاح
///
و مآذن “المستنصرية ” رجعت
صوت الفلاح ولات حين فلاح!
///
ياللعروبة ما دهى تاريخها
أين الرجال لموقف وسلاح؟!
///
من للعروبة، إنها تحت اللظى
من للجلال فقد محاه الماحي!
///
هتكت أسود الغيل قدس عرينها
وسطت على الأشبال جزر أضاحي!
<<>>
بغداد يا دار السلام ألم يكن
من حرمة لذوابل وصفاح
///
سلمت سيوفك أي خطب جئتِه
قد طاح بالتاريخ ذات صباح
///
قدرُُ رميتِ به الوشائج غرةً
ناهيك من قدر أصم متاح
///
ومعاول هدمت معالم عزة
لبني العروبة كالسنا الوضاح
///
آها، وهل يجدي التأوه بعدما
ديست بطاحك عنوةً وبطاحي
///
لا أحسب “النهرين” إلا جللا
بسواد فجرك أو ظلام صباحي
///
كنت اللباءة للخليج ودرعه
كيف انقلبت عليه دون جناح
///
أأضل جيشك دربه وسبيله
أم ضللته نصائح النصٌاح
///
ياليت شعري والمثٌنى جدٌُه
كيف استباح الامر غير مباح!
///
كان الحسامَ وكان درعَ خليجنا
أين الحسام ، وأين درع الساح!
///
ما باله والدرب متضح الصوى
ضلٌَ السبيل على هدى المصباح
///
لا أكذب التاريخ انت خليقة
بالصدر، لولا صدمة الأتراح
///
فاستدركي بغداد، إن لنا غداً
سيضمنا روحاً إلى ارواح
^^^^^
هامش:
بمناسبة الغزو العراقي ..وكنت يومئذ سفيرا لبلادي بالكويت
مسقط – 26 سبتمبر 1992