مداخل جديدة للوطن

عبد الناصر صالح | فلسطين

” إلى المناضلة الرفيقة مريم الشخشير.. رفيقة الكفاح والدراسة في جامعة النجاح الوطنية .. وفي القلبين ذكرى لها تاريخ “

يهرم الجسد الرمادي في غسق الليلِ/

ينسى نظام الفصول العتيقةِ

ـ أو يتناسى ـ

كأن السنين هي الحاجز النفسيُّ والموت

لا فرقَ / إن السنين هي الموتُ والظّفرُ

وهي الرؤى المستكينهْ!

            *

كأن السنين فراغٌ تجاوز حد الفراغِ،

تخطى المدى الإعتياديَّ

ثم تلاشى على قدميك كغيمةِ صيفٍ!

فلا تأخذيه من البندقيّةِ

خلي يديه المكبلتينِ

خلي العيون الرهينهْ!

         *

لا تلمسيه، هو الوطن المستقرُّ / المسافرُ،

وهو احمرار الزهور،

انطلاق السنابلِ

وهو الجواد الذي لا يمل الوقوفَ!

هو الوطن العربي

ينبض في غسق الليلِ،

في وحشة الليلِ

ينبضُ،

ينبض،

لا تأخذيه من البندقيّةِ

خلي الأيادي تقاوم!

خلي العيون تقاوم

خلّي الجفون تقاوم!

لا تأخذيه من البندقيّةِ

إن التماسك في جلده يتزايدُ

إن التماسك في لحمه، في الضلوعِ،

و في قبضتيه الحديديّتين

لا تقربيه / هو الوطن الذي شوهتْه التواريخُ،

مزقه الفقر والجوعُ

لكنه شامل بالنوايا!

       *

هو الوطن المستحيل يشيخ على جزر الموتِ،

يحوي السنين العجيفةَ

هذا هو الوطن المستحيل تعرّى

من الصمت والبرد والانطواء!

يولد الحب في جوفه، لا يموت التكافؤ

في عهده الزعتري المقاومِ،

عادت إلى رأسه الذكريات القديمةُ

عادت إليه الحكايا!

        *

لا تأخذيه من الحب والكفن العربي،

دعيه يقبل ظل الحدود البعيدةِ

ظل المدائن والناسِ،

لا تحرميه من الحب والذكريات المعادةِ

لا تندبيهِ!

هو الآن نور التباشيرِ

وهو الطيور التي هاجرت ثم عادت معبأة بالأغاني،

ضميه بالدمع والفرح الغجري

كوني له صهوة الريحِ،

كوني افتتاحية الوصلِ،

قاعدة الانطلاق

وكوني ابتداء الزمانِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى