أوْهامُ إشبيلية
محمد خلاد السكتاوي | المغرب
الصورة: الوادي الكبير بإشبيلية
كانتْ معي
حين جلستُ أنتظركما
في مقهى جِوار الخيرالدا
كان يخدمنا نادل طيب
يجعلنا نتسلى بلطفه البالغ
ونلثغ بكلمات إسبانية
في ذلك الصبح الصّافي
المُورِقِ بندى دافئ
بين الانتظار ولباقة النادل
وحيوات و مصائر مجهولة
لعابرين وراء زجاج النوافذ
تصورتُ أن الوادي الكبير
يحمل أوهام إشبيلية كلها
إلى فردوس لامرئي
أخذتْ رشفةً من فنجان قهوتها
وقالت مثقلة بالضجر : هيا لن يأتيا
لم أسمع شيئا سوى حفيف
صدى صوت بعيد
تذكرتُ المُعتَمِدَ واعتِماد
وقصيدةَ شِعر لم تكتمل
لعاشقيْن غرقا في وَحْل ِرمْل
على أطراف الصحراء
مثلهما كنتُ أراكما سحابتيْن
تلتحِفان بعباءةُ ليل غريب
وتسرحان خارج الجاذبية في سماء أخرى
ربما كانت رمادية
تغشاها حلكةُ الضباب
أو صورةً عن حكاية عجائبيّة
روتها امرأة لعُوب
في لحظة أُنس مزخرف بالكذب
وربما كانت حبَّاتُ غشاوةٍ على عيْني
لم يلقطْها عصفورٌ أندلسي.