قَطرُ النَدى
فايز حميدي | السويد
-١-
أيُّها الليلُ المُتشحُ بالسَّوادِ
في صَمتٍ وانفِرادِ
هيَ الحَياةُ هَكذا !!
نَبتةُ صَبَّارٍ
ظِلالٌ مُفاجئةٌ
لِعبةُ شَطرَنجٍ مُتقَنةٍ
بِذرةُ شَجَنٍ وَأخرى بِذرةُ ألقٍ
وانا خَلفُ شِتاءَ الليلِ والأَحلامُ
والسُكونُ المُشبعُ بِرائحةِ الدُجَى
أجلِسُ على شَاطئِ الحياةِ
مُبللاً بِرائحةِ الانتظَارِ
وأبسطُ للريحِ أشرِعَتي
مُتأرجِحاً بينَ الحُضورِ والغِيابِ
والقَمرُ اللجُوجُ يَتأملُ من مَشارفِ
ليَليَّ الثَقيلِ .!!
وَأتركُ رُوحيَّ على سَجِيَتِها
وَبلبلُ الحَنينِ يُغردُ في أضلُعي !!
وَيخفقُ قَلبُ الليلِ كَمداً
وَتترَنَحُ الظِلالِ
وتتَنهدُ رِئةُ العَتمةِ مُفعمةً بالضَياءِ
ويَتضوعُ عَبقُ أريجِ الزيزَفونِ شذىً
ويلوحُ طيفٌ يُجللّهُ السحرُ
-٢-
أتكئُ على خَاصرةِ الليلِ
وأهمسُ بِدهشةٍ :
قَطرُ النَدى ؟؟؟!!
أنتِ عَطَشي وَمَائي وَنَهري وَضِفَافي
وَيُدغدغُ حَواسي
في هَدأةِ الليلِ صَوتُها
وَتُشرقُ ابتِسامةُ مُحياها
وَتُبسطُ الفَراشةُ جَناحيها الأبيَضينِ
وَتتلألأُ على حَفيفِ ظِلالِ الفَجرِ
أزهارَ الزنبقَ والعوسجَ والأُقحوان
والقلبُ عُصفورٌ يَغتسلُ بِندى الفَجرِ !
وأذوبُ بِمُقلتينِ بِلونِ الكستَناءِ
وَقَدٌّ يَتوحدُ فيهِ حُسنُ جَميع النِساءِ
وَبشرَةٌ من اليَاسمينِ قد نُسِجتْ
وَيضرمُ نَبضيَّ المُطفأُ تَوقٌ عتيقٌ
وَتَوقدُ في شَرَاييِني أطيافَ الغَرامِ
يَا هِياماً طَالِعاً من شِغافِ القَلبِ
صَريحُ الكَلامِ ..
يَا حُباً يُكنِسُ غُبارَ أيَامي وأحزَاني
وَيُعيدُ لِلحياةِ أمواجَ عُذُوبتِها
يَا فَجراً وَغيثاً وَلحناً
يَغمرهُ حُسنٌ وَيغشاهُ بَهاءٌ
يَا امرأةً
بِعذوبةِ مِيلادَ الأوراقَ الغَضةِ
ضَاحكةً كَرَقرقةِ المياهَ العَذبة
لحظةَ تَدفُقها من جوفِ الصَخرِ
تَتَرددُ زَفَرَاتُكِ في انفاسِي
وَتُسَافرُ في دَميَّ المَجنون
إلى جُزرِ الأحلامِ !!!