حلم ينام دون حلمه

د. سامي الكيلاني | فلسطين

Frederick Sands Brunner (1886 – 1954) Pennsylvania 

حلمت بقرن الغزال،

حلمت بزهر اللوز،

حلمت بزهر الياسمين،

حلمت بخطوي يقترب من حماها

باكتحال العين بحلم لذيذ

حلمت بحلم طازج يشرق خلف الربى،

رُباها

بالمروج خضراً تنتشي من ينابيع الهوى،

هواها،

تلوح في الأفق مرجاً خصيباً

مرصعاً بالنجوم

على مد البصر.

سمعت صوتاً ينادي:

لوِّحْ لها،

أرسل لثغرها الوضّاء سيلاً من قُبَل،

اخلع النعلين فرضاً،

أنت في وادي الخشب،

انتعش بنشوة الترحاب،

واركع لنورٍ شعّ دوماً من محيّاها.

يشتعل الحلمُ،

ينتعش الحلمُ

كأن سيفاً، من الغيب، شق الدجى

فأشرق الأفق زهراً،

فراشاً،

نحلاً،

بلابل،

أعلَنَ الكون مهرجاناً من ضياء وسنابل،

وأعطى الحبيبُ القريبُ البعيدُ شارةَ البدء

لاحتفال مترعٍ بالعناق وشهد الوصال.

شرّع الحلمُ الفؤادَ على وسع المدى،

شوقاً لوعد القطاف

لجنْيِ المواسم

موسم شوق يهِلُّ،

موسم عشق قد نضج،

وموسم الحنّون يمدّ البساط الموشّى

وغرّد الحسون لحناً فريداً

واستوى على العرش مليك الفرح.

///

فجأة،

كم تقتلنا الفجأة،

كم أرسلت سهامها لتجهض الغيوم العامرة،

يخفت في الحلم صوته

ينعس الحلم،

يغمض الجفن،

تلكزه بلطفٍ:

إلى أين يا حلمي؟

إلى أين يا صاحبي؟

لنسهر معاً ساعة أخرى

تسامرني، أسامرك

خذ من يدي كأساً من شراب الورد المعطّر،

أو كأس “ليموناده”، من ساحة البيت أقطف الليمونة، أعصرها،

أو كما تشاء،

نحتسي معاً قهوة من ركوة أمي،

أو كوب شاي كالذي أحبه أبي غامقاً،

اطلب ما تشتهي، ولكن لا تنَمْ،

أرجوكَ صحصح لأجلي،

بعدُ لم نكمل مشوارنا يا حلمُ،

أرجوك لا تنَمْ.

///

ناديته، لم يُجِبْ

نام حلمي دون حلمه،

وطالت فجأة من بعده كل المسافات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى