لوجه الله ولدين الله بياناً للمؤمنين وقمعاً للكاذبين
د. خضر محجز | فلسطين
مصر قلعة الإسلام، وجيشُها شوكته، والأزهر منارته.
ولطالما رأيت طيبين يصدقون أكاذيب المنافقين، في التهجم على الأزهر أو مصر. ولو عقلوا لعلموا أن لا نور للدعوة السمحة دون الأزهر، وقد رأينا ما حل بالإسلام حين انتشر مذهب السلفيين بأموال النفط في العقود السابقة.
ولا عِزَّ للعرب والمسلمين دون مصر، إذ لا حضارة لهم دونها، ولا قوةَ لهم دون جيش كنانة الله في أرضه.
أما البسطاء الذين يصدقون الأكاذيب فيهاجمون جيش مصر، فليتهم يعلمون أنهم يرددون بذلك كلام العدو، الذى سعى إلى تقسيم مصر، ليمنح عملاءه جزءاً منها في سيناء. وربما كان على الفلسطينيين أن يكونوا أكثر شكراً، إذ حماهم جيش العرب من الرحيل إلى سيناء، بعد أن أفشل مؤامرات العدو وأعوانه.
لقد ضاعت فلسطين مراراً، فاستعادتها مصر. وإذ رأى المنافقون أن فلسطين لا تستطيع أن تستعيد نفسها، فقد شاؤوا ألا تعود فلسطين. ولا يتم ذلك إلا بتحطيم قوة مصر.
أما الأزهر، فلم يتوقف عن دعم فلسطين، والدعوة إلى تحريرها، وتشجيع الدولة المصرية على ذلك، ودعمها في ذلك.
وقد غضب أعداء فلسطين من ولي الله الإمام الأكبر محمد الطيب ـ رضي الله عنه ـ أنْ أضاف مناهج جديدة وافية، إلى مناهج الأزهر يتم تدريسها في كافة معاهده، تدعم فلسطين فوق ما دعمت، وتجاهد لاستعادتها.
أغضب العدو والمنافقين والخوارج ذلك، فصاروا يلمزون الإمام ويلمزون الأزهر، خصوصاً وهو يتصدى لملاحقة القرآنيين والصهاينة والمرتدين الجدد، بالبيان الواضح، والدعوة السمحة.
ليس الخوارج وحدهم من يكرهون الأزهر، بل وكذلك متطرفو العلمانيين من محبي الكفر ومروجيه، إذ يرون أن على الأزهر أن يخرج لهم بفتاوى تسمح للمرأة بالزنا، ليهدموا بيوت المسلمين بأيديهم، وتكفر الخوارج، لأن الخوارج شديدو الهجوم على متطرفي العلمانيين.
ولكن الأزهر لا يحيد عن تعاليم الإسلام ومذهب أهل السنة، فلا يكفّرون الناس لهدف سياسي، ولا يرضون عنهم لمنفعة مؤقتة. وما شهد تاريخه المشرف إماماً من أئمته انحاز إلى حاكم، ولا إلى خارج. بل قال كلمة الحق.
وإن كلمة الحق في الخوارج هي فرض قتالهم وكسر شوكتهم، وهذا أفتى به الأزهر. وأما تكفير الخوارج فليس من دين أهل الإسلام، بل منهجهم اتباع ما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، حين سأله أنصاره عنهم:
ـ أكفارٌ هم؟
فقال:
ـ من الكفر هربوا.
فسألوه:
ـ فما هم؟
فقال:
ـ إخوة لنا قد بغوا علينا.
هذا هو الحكم في المتطرفين الخوارج: قتالهم دون تكفيرهم.
وأما متطرفو العلمانيين فيريدون من شيخ الأزهر أن ينحرف عن دينه كما انحرفوا.
استقم يا شعب الجبارين. ولا أراك تفعل.