مراجعة الذات وسيلتك للانتصار على عقبات الحياة
إيناس نازلي الجباخنجي
كثيرا ما يحدث حينما نخلد إلى النوم ليستريح الجسد من عياء النهار أن نفتح نحن بأنفسنا ستار الحفل الليلي على المسرحية <<كشف الحساب>> الموجهة للكبار فقط حيث تتراقص أمامنا بعض المواقف النهارية في ظروف خاصة مسائية غير مناسبة بالمرة وحتى تكتمل فصول الملهاة والمأساة يتواصل إزعاج النهار ويمتد ليشكل سلسلة مترابطة حلقاتها مع إزعاج الليل، وسيكون الضمير الحي هو <نجم الشباك> كما يقال في عالم الفن والبطل المطلق لهذا النوع من المسرحيات إذ تتوارد قافزة إلى الذهن العديد من الأسئلة والاستفسارات بل والتمنيات أيضا، أبسطها الاستفهامي وأوسطها التأنيبيوأشده على النفس التنديدي الاستنكاري، إنها عملية تفريغ صندوق الذاكرة بدءً بما الذي فعلته؟ مرورا بكيف حدث هذا؟ ووصولا الى كنت اتمنى لو أن .. قد تستعرض أمامنا فرق من الكومبارس مجموعة من الأخبار و سيلا من المراجعات لأفعال مختلفة قمنا بها ، أو لمشاعر معينة اخترناها او لأمنيات نرجو ليلا ونهارا تحقيقها .
وقد يحدث أثناء مرور شريط الأحداث اليومية أن نستوقفه حينا أو نمرره سريعا حينا آخر والمحرك هنا هو نداء داخلي معبر عنه برغبة تولدت في تلك اللحظة لتسليط المزيد من الضوء على موضوع ما لاستيضاح ما خفي من جوانبه وتفكيك أجزائه المعقدة. حينها يستيقظ العقل على كذبة حينما أوهمته أن لجسدي على حق الراحة فيعمل عمل المنشور في تحليل الامور من زوايا مختلفة وفي اتجاهات متباينة نعجب كيف توارت عنا إيبان حدوثها، ولكن سرعان ما سنجد شماعة التبريرات وهي طغيان المؤثرات الخارجية البشرية الطبيعية على قدرتنا على فهم لحقيقة الأحداث على الوجه الصحيح فشتت تفكيرنا وعكرت صفو حياتنا .
سيبتهج كثيرا كل من يستعيد لحظات لعب فيها دورا كبيرا في إدخال الفرح الى النفوس، وآثار البهجة في الصدور لذلك تراه يفضل أن يتعايش مع الموقف طويلا وسيتحرك شريط المسرحية ببطء على الشاشة الطيفية المؤقتة معلنا جواز مشاهدته للكبار والصغار ليستمتع الجميع بالأحداث ويتذوقون حلاوة الانسانية الغارقة فيهم.
قد يحدث أن نحدث أنفسنا متسائلين عبر سيل من الأسئلة المادية والمعنوية هل أتعب العمل أجسادنا أم أرهقها الحزن؟ وهل الراحة تعني الكسل والخمول؟ هل لا يزال بقية عزم لاستعادة النشاط أم تهنا في زحمة الحياة؟ نفس مرحة وبسمة مشرقة وقلم رائع يكتب أجمل الخواطر، هل سيذهب كل هذا مع الريح أم هي في خافية الصدور ترتاح حينا من الحزن والأنين لتخرج سريعا إلى الدنيا والنور، العاقل من فكر وتبصر وإن غفل عن زمنه ندم وتحسر، إذن فالإصغاء إلى الذات هو فن من الفنون يفتح المجال لآفاق ارحب، ورؤى جديدة .
ولتحديات مستقبلية مقرونة بالإصرار على تحديها وعلى تجاوزها، أن مراجعة الذات سبيلا لإيجاد حلول العوائق وعقبات تصادف رحلتنا في الحياة او تعثرنا فيها بأحد المسالك، يومها يدرك كل إنسان أن ما تحقق له كان لمجرد أنه استمع إلى ذاته،الى ضميره، وأنه كان وفيا لحضور الحفل المسرحي الليلي <<كشف الحساب.