يوم رمادي في زمن الحجر

عزيز فهمي | كندا

اليوم التقيت بباب
ورصيف
وطريق معوج وآخر مستقيم
والتقيت بسيارات وحافلة
وكلب الجار
وقطة تائهة أمام الدار
وأكياس القمامة
والتقيت بسرب عصافير
وأشجار عارية
وثلج يتساقط فرحا
كبسمات أطفال
التقيت باللحظة
والبارحة
وبسنجاب يتضرع وحيدا
والتقيت بظلال تفر في كل الأمكنة
لكن لم ألتق بالإنسان
هناك أجساد تمشي
قدامي وخلفي
وَقْعُ الخطى يرن في أذني
لكن لا اجتماع يجمعنا
كما كان منذ عهد عاد
لا يد تلمس يدا
لا وجه يصافح وجها
الطبع فَقَدَ طَبْعه
فصرنا أطيافا
لأطياف
وصرنا ما لا نريده
ضمير مفرد
لا تثنية تُؤنسه
ولا جمع يُدفئه
قواعد اللعبة تحاك من جديد
هناك من سيبكي
وهناك من سيضحك
نظل هكذا يبحث الواحد عن الآخر
من الإثنين إلى الأحد
ربما سنلتقي فنفرح
ربما سنبقى نبحث عنا
إلى الأبد
ونحن ندري ولا ندري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى