«عبق الجلنار» ومليكة طالب
د. أسامة أمين جعفر| ناقد أدبي
تتوالى إصدارات الشاعرة المغربية المتألقة مليكة طالب؛ فصدر لها ديوان ثالث بعنوان «عبق الجلنار» أي زهرة الرمان؛ متضمنا إحدى عشرة قصيدة؛ غلفتها بالحس الوجدانى المرهف؛ وتنوعت فيها الأغراض ما بين العاطفى والاجتماعى؛ وتكشف أبيات القصائد عن: ثراء فكرى؛ وشعر مشرق؛ وبيان مبهر؛ وحس مرهف.
* * *
تصدرت قصائد هذا الديوان: قصيدة «مجنون ليلى» التى مزجت فيها بين الماضى والحاضر؛ بين التراث والحداثة؛ وتتابعت الصور البيانية والمحسنات فى القصائد: الثانية «ربوة الفدار فلسطين»؛ والثالثة «آدم وحواء»؛ والسابعة «عارية براغ»؛ والعاشرة «عبق الجلنار»؛ وتخللتها أحداث تاريخية فى القصيدتين: الرابعة «جرح لا يندمل»؛ والخامسة «بغداد الرشيد»؛ واللتين تناولت فيهما حضارات دولتى العراق والأندلس؛ كما تناولت بلاد الغرب المتقدم فى القصائد: السادسة «عجبا أرى»؛ والثامنة «أسطورة الحقب»؛ والتاسعة «جواز السفر»؛ لتثرى فكر القارئ بمجموعة شعرية متنوعة التوجه؛ عالمية الأحداث.. ثم تختتم ديوانها بقصيدة «عبق الجلنار» التى أشارت فيها إلى اخضرار المروج؛ وقصيدة «أمل» التى تستجدى فيها الصبر لمواجهة المرض؛ فتصرخ لوداع الألم؛ وتدعو للتصالح مع النفس.
* * *
جدير بالذكر أن الشاعرة جمعت فى قصائدها ما بين: بداية الخلق: فى القصيدة الثالثة «آدم وحواء»؛ وبين «فتاة برلين» فى القصيدة السادسة وعنوانها «عجبا أرى» التى ظهرت على غير حقيقتها؛ وفى «عارية براغ» بالقصيدة السابعة؛ وهو ما يكشف عن ثراء معرفى؛ وإلمام ثقافى متنوع؛ وكذلك عن محاولة الخروج عن قيود السفر فى قصيدة «جواز السفر» إلى خارج الحدود؛ وذلك دونما خروج عن القيم الإيجابية التى تضمنتها قصيدة «آدم وحواء».
* * *
يذكر أن الشاعرة مليكة طالب ولدت بالدار البيضاء بالمغرب الشقيق؛ وحصلت على إجازة الأدب العربى؛ ودبلوم فى علوم التربية؛ وعلى وسام ملكى من الدرجة الممتازة؛ وهى عضو لجنة التواصل برابطة قدماء تلاميذ الدار البيضاء؛ ونالت العديد من شهادات التقدير بالملتقيات الأدبية.. وعرفت بجودة الإلقاء الشعرى فى العديد من المناسبات القومية؛ والقدرة على النظم الشعرى المتميز فى شتى المواقف