أدب

لبنان

شعر: سمير عبد الصمد| الأردن

طافَ الحنينُ إليكَ يا لُبنانُ
فيكَ الجذورُ تَرِفُّ والأغصانُ

قِمَّاتُ أرزِكَ والنجومُ تعانقت
ولهانةٌ يصبو لها ولهانُ

بيروتُ يا بيروتُ يا وَجَعَ الهوى
والشَّوقُ في أعماقِنا طوفانُ

لبنانُ والإبداعُ ملءُ سمائهِ
والفكرُ في سامي الذُّرا إخوانُ

تزهو بكَ الأمجادُ في ريعانِها
إن الحضارةَ فجرُها لبنانُ

والأبجديةُ لوحُها وسُطورُها
فيها استطالت للعُلا أركانُ

هي روضةُ (القرويِّ) والنورُ الذي
أذكى فَتِيلتَهُ النبي (جُبرانُ)

هذا (نعيمةُ) قلبُها وضميرُها
و(سعيدُ عقلُ) العقلُ والوجدانُ

و(الأخَطلُ) الصَّافي لُجينُ جبينِه
في سِدرةِ الفُصحى رؤًى وبَيانُ

هم زَهرةُ الفينيقِ في إبهارِها
للحرفِ من إبداعِهم سُلطانُ

هم سجدةُ العقلاءِ، في خلواتِهم
يزهو سنا التوحيدِ والعِرفانُ

فرحابُهم بالعارفين تزيَّنت
وبيوتُهم يسمو بها الإيمانُ

بالحكمةِ الغراءِ أشرقَ عقلُهم
وبها تجلَّى النورُ والبرهانُ

****
ولِشدو فيروزَ المعتقِ سحرُه
مع قهوةٍ يصحو بها الفنجانُ

أو كرمُ عشقٍ من صفاءِ ضِياعِها
أو موكبٌ بورودِها مُزدان

ستظلُّ رغمَ المُوحشاتِ عظيمةً
إنجيلُها بيمينِهِ قرآنُ
****
ألحان روحي من صدى إلهامِها
رنَّت هنا، فتأوَّدت أغصانُ

وتضوعت بأريجِ هاتيك الرُّبا
أنفاسُ شوقٍ، بوحُها الريحانُ

والبحرُ ينثرُ موجَهُ وحنينَهُ
والبدرُ فوقَ قبابِها سهرانُ

والعاشقونَ على ضِفافِ مسائها
والكأسُ من شَهدِ اللَّمى ريانُ

لا ما ابتعدنا، أو نأت أحلامُنا
ففؤادُها الحاني لنا أوطانُ

الروحُ خافقةٌ على أغصانِها
والشِعرُ من إيقاعِها نشوانُ
****

آمنتُ أنَّكَ سِنديانةُ حكمةٍ
وشهدتُ أنكِ للنُّهى بُنيانُ

ما زلتَ فوقَ الجُرحِ بلسمَ أمَّةٍ
لكرامةٍ يسعى لها الإنسانُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى