على شطي حياة

شعر: محمد القاضي | أديب مصري
في شاطئ الشرق صب الموج عتمته
في شاطئ الغرب صب الموج أعيادا
–
في شاطئ الشرق عرى الموج أشرعة
في شاطئ الغرب حيى الموج صيادا
–
شطان والموج يهذي في محيطهما
قد قسما الناس خداما وأسيادا
–
لم يختر الشرق أن يجتر نكسته
لم يختر الشرق أن يرتج أحقادا
–
لكن في الغرب مذ أن أمة نهضت
من يوقدون على الإطفاء آمادا
–
من يؤمنون بأن الشرق منهبة
يدعى إليها لصوص الغرب حصادا
–
من ينتشون إذا ما الشرق أمنهم
بمن يعيث على وجهيه إفسادا
–
من ينهشون إذا ما الشرق أرقهم
بمن يحك لأجل الضوء أعوادا
–
مسكينة نعست والضوء أملها
في ليلها فزعت والضوء ما عادا
–
يا أنة الشرق مأزوما بوعكته
لا تحسبي الطارق الغربي عوادا
–
لا تفتحي لسراب واهم وطنا
لا تمنحي لخراب داهم زادا
–
لا تبسطي الكف إن مدوا إليك يدا
لا ترهفي السمع إما ربهم نادى
–
ما زال فيهم لأشباه لهم سبقوا
ند يفوق من الطاغين أندادا
–
من يسرق الحلم لا يمنحك أجنحة
من يسرق الأرض لا يمنحك أوتادا
–
فلتسألي القوم عن تاريخ نهضتهم
كم دوخوا الشرق أشلاء وأصفادا
–
لم يشفع الموت في إقناع آلتهم
أن توقف الفتك أعراضا وأفرادا
–
لا تسألي القوم أين القوم من دمنا
لا يزعج الموت من قد عاش جلادا
–
لا يزعج الموت إلا من مصارعهم
لما يخلفهم في التيه رقادا
–
شتان ما بين إنسان يموت هنا
لا يعبأ الغرب إما عاش أو بادا
–
وبين آخر إما يستغيث جرى
من أجله الغرب إسعافا وإمدادا
–
ضدان نحن وما بالأمر من سعة
أن يجمع العدل في الميزان أضدادا
–
عش شامخ الرأس أو فلتحتجب أبدا
لا تسلم الرأس في الحالين أوغادا