صراع القوميات و الوحدة الإنسانية
ظهير طريف فالح | العراق
عند مشاهدة صراع بين قوميتين من حقنا أن نتساءل: أي الطرفين على حق؟
ولعل التساؤل الأقرب إلى العقل: هل احد منهم على حق؟
فظهر المفكرون الذين نادوا بهدم الحدود القومية و تحدثوا عن الوحدة الانسانية التي مبناها الدين أو الطبقة أوغيرهما لدحض الصراعات القومية .
كتب الدكتور أحمد محمد خليفة في كتابه (في مسألة اجتماعية)
“علينا أن نعترف بواقع الإنسانية الذي ما يزال في حاجة إلى نزعاته القومية”
فنجد حقا ان الملايين من البشر ما زالوا في حاجة إلى الشعور بقوميتهم و ممارسة سلوكهم الاجتماعي المعتاد في ظل شعور قومي مرهف يحميهم من قوميات أخرى تسعى إلى ابتلاعهم تحت مسميات مختلفة حتى بإسم الأخوة الإنسانية !
فتدمر كيانهم وثقافاتهم وحضاراتهم سعيا لبناء العالم الانساني الواحد.
لكن هل يعني ان المفكرون الداعون للوحدة الإنسانية خاطئين تماما؟
الواقع يظهر أنهم كانوا يتحركون بنية نبيلة لتخليص البشرية من ويلات العنصرية والصراعات إلا أن الواقع الإنساني لم يكن مشجعا لتحقيق هذه الأفكار المثالية .
وكما يبدو أن القومية بخيرها وشرها ما زالت تسيطر على مقدرات المجتمع الإنساني، تغذي دوافعه نحو مزيد من القوة والتفوق وتنطوي في الوقت نفسه، أو بالاحرى يجري باسمها صورة بشعة من العنصرية والاستغلال والكوارث الإنسانية .
فالحل لا يكمن في القضاء على الشعور القومي بل في إيجاد توازن يسمح باحترام الهويات القومية ضمن إطار التعايش، فالاجدى هو أن نعيش تجربة إنسانية موحدة تحترم الاختلافات ولا تدمّرها .