الثقافة حرب على البلاهة
قلم: سمير حماد| سورية
الثقافة حرب على البلاهة, كما يقول نيتشة, وهي حرب على بلاهة النخبة والعامة على السواء، هناك صنف من الشعراء جاهزون دائماً للمناسبات, والمديح والتقريظ, والتصفيق، وصنف من النقاد جاهزون للمباركة لهم، وكذلك الاعلام جاهز لدعمهم ومباركة نفاقهم.. هناك رغبة لدى بعض المثقفين أن يكونوا مهرجين طواعية، لكن بالمقابل هناك الكثير منهم مازالوا يحترمون اسماءهم ونتاجهم, ويحرصون أن يكونوا بعيدين عن هذا السيرك المسمى, وسطاً أدبياً، لكن بالمقابل هناك جيل من المبدعين يختلف بأسلوبه ونبرته ولغته , ونظرته, وأسئلته وهواجسه, عن الأجيال السابقة, وهذا جيل معزول, بكل اسف عن المنابر, محطّم بالفقر والقمع, والخوف واليأس, محاصر مما يجري في الداخل، ويتلقى صفعة الحرب الأهلية، ومحاصرمن العقوبات الدولية، لكن لديه معادل موضوعي تعبيري لغوي للدمار الحاصل، ومعادل ابداعي لتشظّي البنُى الاجتماعية والسياسية, أدخلها قاموس الشعر.. ولا يعني هذا انه يروي مجريات الحرب وأهوالها, بل يجدد الاسلوب واللغة والنبرة الخاصة لقول ادب جديد أفرزته الأحداث ، فالحرب كما هو معلوم, تودي بالقناعات الفكرية وبالقيم وبالأشكال الفنية السائدة , وبالذائقة الرائجة, وتبحث عن أشكال جديدة, وأدوات جديدة, ونظرة جديدة وعن مواقف جديدة مستجدة, لأنه إبداع من المفروض أن يبتدئ من حطام كل ما سبق.