المجـــرّات

مهند مشعل | شاعر سوري مقيم بالكويت

أجّلت فاتحة الحديث طويلا
ليشب حبك في الضلوع فتيلا

وحلفت بالدمع المقدس أنني..
وحنثتُ!!.. إن بمهجتي.( إبريلا)

شفتاك ترتجفان قاب خطيئةٍ
وفمي قرار يتقن التقبيلا

ويدي على الأنفاس شعبٌ ثائر
لا يقبل الإقصاء والتأجيلا

وحدي سجدتُ، فهزَّ محرابُ الهوى
بأصابعي التوراةَ والإنجيلا

تتنهّدين وليس في وسع المدى
أن يتلوَ اللحظات والتأويلا

أمشي على مدن الحصاد سذاجةً
في كلّ سنبلة ألمُّ قتيلا

أمشي وناشئة الطريق بطيئةٌ
وجريئة، والصمت أقومُ قيلا

العاج يعبرني ارتباكاً حائرا
ويعيرُ أهداب الدجى قنديلا

وتعيد فلسفة الهطول صياغتي
لأحوكَ من عطر الظما منديلا

هذي مجرّات القصائد فاهدئي
لأدور في أفلاكها وأسيلا

فمجرّةٌ فتقت شذاها مسرحاً
للتّوت، أدمن طعمُها التمثيلا

ومجرةٌ ختم الحنان شموعَها
ليزيد في أضوائها تفصيلا

والعشق ينثرني بظل مجرّةٍ
عطراً يوشوش بكرةً وأصيلا

سجد الوقار، وللسجود مجرةٌ
فارت.. كأنّ بجِلدها تنميلا

وتمرّد القلق الرخام نعومةً
تغري بتشكيل الرؤى التخييلا

وتكثّفت سُحب الجمال خرافةً
سمراء أرهقها الندى تدليلا

يلتفّ فوق مدارها وطنٌ على
وطنٍ، ڤأغرقُ غربةً وهديلا

بي يستدير الكون لحظة أنتمي
للمعجزات وأقنعُ الدنتيلا

لأذوب مثل الشمع فوق كآبتي
وأرتل الآه التي.. ترتيلا

وتقول: أحرقَني الصهيل. وكيف لي
أن أطفئ الشوق المراق صهيلا؟!

فوضى الضفائر كالجنون تناثرت
ليلاً وما أشهى جنونك! ليلا

ما زلتُ أركض خلف آخر خصلةٍ..
ما زلتِ، لو صبر الصباح، نخيلا

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى