زارتنا كورونا هل من مدّكر ومعتبر؟!

الدّكتور محمد بن قاسم ناصر بوحجام | الجزائر

زَارَتْ   كُــــرُونَا  ربْعَنَا،   وَبِلَا   خَبَــــــــرْ

 

وَتَغَلْغَــلَتْ  في   عُمْقِـــــنَا،  وَبِلَا   نُذُرْ

حَطَّتْ   بِفِيرُوس،ٍ  تَـخَفَّتْ  عَنْ       عُيو

 

نٍ،  بَيْنَمَا  تَقْضِـي  وَتَفْتِـــــكُ بِالبَشَــرْ

وَتَلاحَقَـــتْ   أَضْــــــرَارُهَا   وَتَتَابَعَـــــتْ

 

في  مُنْحَنًى  مُتَصَاعِدٍ  لَمْ   يَسْتَقِــــرْ

 فَالــمَوْتُ  يَفْجَعُ  كُلَّ   يَـــوْمٍ      أَنْفُسًا

 

فَتُصَابُ بالذُّعْـــرِ الشَّـــدِيدِ  الـمُسْتَمِرْ

أُخْرَى،  تَــخَافُ بِأَنْ     يَكُونَ    نَصيبُهَـا 

تَتْرَى    الإِصَاباتُ     الـخَطيرةُ     كُلَّ  يَوْ

 

في  غِرَّةٍ،  تُغتالُ  في  لَـمْحِ  البَصَـــرْ

مٍ، مِثْلُهَا  وَفَيَــاتُ  خَلْــقٍ  في  كُثُــــرْ

وَتَعَطَّلَتْ  حَرَكَــــــاتُ   كُلَّ   دَبِيبَــــــــةٍ

 

فانْــــحَازَ  كُلٌّ   في مَكَانٍ وانْـجَـــحَــرْ

حَتَّى  يَقِي  تَأْثيــــرَ  كُورُونَا،  وَمَــــــــا 

 

أَدْرَاكَــــهَا،  خَـطَرًا  بِشَرٍّ   مُسْتَطِـــــرْ

وَمَسَاجِدٌ  في مَنْعَةٍ   عَنْ   فَتْحِ  أَبْـــــــ

وَمَـــدَارِسٌ   في   عُطْلَــةٍ،  وَدُرُوسُهَــا

 

وَابٍ، فَذَا  أدهَـــى مصـــابٍ، بَلْ أَمَـــرْ

حُجِبَتْ عَنِ الأَبْنَاءِ، هَــــل هَذَا يَسُــرْ؟

وَمَتاجِرٌ  قَــــــــدْ   أُوصِدَتْ   بِأَوَامِــــــــرٍ  

 

زَادَ العَنَـــا،  وَاشْتَـــدَّ  بِالكُلِّ  الضَّــــرَرْ

مُنِعَ الـــجَمِيعُ  مِنَ الـمَسيرِ بِظُلْمَــــــة  

 

بَلْ في ضِيَاءٍ؛ حِيطَةً  مِنْ شَرِّ الغِيَــــرْ

حُرِمَ الـخَليلُ مِنَ  التَّصَافُحِ  بَلْ مِنَ الـــ

 

لُقْيَا بِصَحْبٍ، في احْتِــــرَازٍ  مِنْ  كَــدَرْ

حَالُ   الــحَيَاةِ  تَغَيّـــَرَتْ   رَأْسًـــا  عَلَى

 

عَقِــــبٍ،  فَتِـــــلْك  إِرَادَةُ  رَبِّ  البَشَرْ!

يَبْلُوهُمُ   بِالــــخَيْرِ   وَالشَّرِّ   امْتِحَـــــــا

 

نًا، فَالرُّجُــــوعُ  إِلَيْـهِ، هَلْ مِنْ مُعْتَبِرْ؟!

هَلْ   ذَا بِــمَا   كَسَبَتْ    أيَادينَا؟   وَهَلْ

 

كَانَتْ   جِنايَتُنا  مِهَــــــادًا  للْخَطَــــــرْ؟

ظَهَـــرَ   الفَسَادُ   بِأرْضِنا   وَبمَا اكْتَسَـــ

هَلْ  رَبُّنَا  جَانٍ  عَلَيْنــــــا؟   هَلْ  بِنَـــــا

 

بت  أَنْفُــسٌ، فَتَـجَرَّعَتْ  مُــــرَّ  الصَّبِـرْ

عَاتٍ؟  بَلَى هُــوَ رَاحمٌ  عَبْدًا  أَبَــــــــرْ

فَلْنَفْتَقِدْ   مَا    أَنْتَجَـتْ    أعْضاؤُنَــــــــا 

 

وَقُلُوبُنَا،  تَطْهِيرُهَــــا   يَــمْحُو  الغَرَرْ 

بِرُجُوعِنَــــا   لِرَشَادِنَــــــــا   وَوَفَــائِنَـــا   

 

بِعُهُودِنَــا، نَنْجُو نُــــجَافِي  الـمُنْحَـــدَرْ

تِلْكَ   الضَّمَانَةُ،  مَا   سِوَاهَا   نَرْتَـــجِي

 

فإِذا بَعُدْنَا  عَنْ هُـــدًى نُصْلَى  سَقَــرْ

هَذَا    الوَبَاءُ    نَذِيرُ   يُـمْنٍ،   جَــاءَ    مِنْ

 

رَبٍّ   كَرِيـــــــمٍ  رَاحِمٍ،   مَـــنْ يَدَّكِـــرْ؟

فَلَقَدْ  أَتَى  لِيَقٌول  قُومُوا   مِنْ   سفـــا

 يَكْوِي  وَيَفْرِي  مَا  لَكُمْ  مِنْ  أَنْفَسِ  الـ

 

هٍ، أَوْ  لَكُمْ  مِنِّي  شُــــوَاظٌ  مُسْتَعِــــرْ

أَشْيَاءِ، لَا  تَنْسَوْا  عَذَابًـــــا  يَنْتَظِـــــرْ   

فَلِمَنْ  يَتُوبُ   وَ يَرْعَوِي   كُلُّ   الرِّضَـــــا

 

وَلِـمَنْ إِلَى اللهِ الـمُهَيْمِنِ قَــدْ  نفَـــــرْ

رُحْــمَاكَ رَبِّي  مَا النَّجَاةُ  لَنَـــــــا سِوَى

 

رَحَــمَاتِ فَضْـــلِكَ فَامْنُنَـــنْ أَنْتَ الأَبَـرْ

وَاجْعَلْ  لَنَا    هَذَا    الوَبَاءَ    طَهَـــــــارَةً  

 

لِلرَّيْــــنِ  عَـــمَّ  قُلُوبَنَـا،  فلْيَنْدَثــــــــِرْ

وَارْفَعْـهُ  عَنَّـا وَاشْفِنَا  وَالْطُفْ  بِنَــــــــا

 

بَلْ  كُنْ لَنَا  نِعْمَ  النَّصِيرِ فَنَنْتَصِــرْ

وَامْنحْ   لَنَــا   أَمْنًــــا   وَعَافِيَةً  وَعَفْــــــ

 

وًا شـاملاً،  يَضْمَنْ  لَنَا  فَــــــوْزْا  أَغَــرْ

وَاسْكُــبْ  عَلَيْنَا   مِنْكَ   مَغْفِــرَةً   وِمِنْ

 

غدق  السَّمَاءِ مياهَ مُزْنٍ   تَنْهَمِـــــــرْ

إِنَّـــا ظَلَمْنَـــا  أَنْفُسًـــا   فَاغْفِـــــرْ  لَنَــا   

 

إِنْ لَـمْ تَتُب كُنَّــا بِصُحْبَةِ مَــــنْ  خَسرْ

 عَظُمَتْ خَطَايَانَـــــا،  وَلَكِنَّ  رَجَاءَنَــــــا   

 

فِي حِلْمِكَ  الأَسْنَــى عَظِيمٌ، قَدْ ظَهَرْ

لَا  مَلْجَــــأً    نَنْـــأَي    بِـــهِ  إِلاَّ   إِلَيْـــــ 

سُبْحَانَكَ  مَا   أَعْظَمَ   سُلْطَانَــــــــــــكَ

 

    ـك لَقَــدْ غُلِبْنَا، كَـــنْ لَنَا مَنْ  يَنْتَصِرْ

أَنْتَ   العَزيــــزُ الــمُسْتَعَانُ   الــمُقْتَدِرْ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى