هِيَ غبطةُ الشِّعرِ
سائد أبوعبيد | فلسطين
في الحلمِ وجهُكِ ناصعًا يأتي
غزالًا كانَ يجري في سحاباتٍ
ويهدأُ في ذِراعِ اللَّازَوردْ
في الحلمِ كانَ الوجهُ بدرًا
يطرحُ النورَ اشتهاءً ملءَ فضَّتِهِ
بلا غبشٍ أَراهُ
كأَنَّهُ رؤيا أَراهها بالنَّوارسِ صوتَ أُغنيةٍ
يبلِّلُها رذاذُ الموجِ
أَشطفُ حزنَ صوتي
بحَّتي
فتقومُ راقصةً على وترينِ من نبضٍ قصيدةَ عاشقٍ يَشقى
يلمُّ حصى الطَّريقِ إِليكِ
يَرصفُ كلَّ يومٍ خطوةً أُخرى
عساهُ يَراكِ تنبَجِسِينَ وردًا في ذراعِ الرَّوضِ
أَنتِ الفوحُ في أَلَقِ الخمائلِ
تكسِرينَ حَرائقي
وعلى مسافةِ لهفتينِ غَمَرتِ رأسَكِ بي
ففاضَ الصَّدرُ بالهَزْجِ الشَّجيْ
نُعِّمتُ بالرُّؤيا
فمِنْ غابٍ سحيقٍ فوقَ ليلي علَّقَتْ تُفَّاحَها
فأَكَلتُ مِنْ تُفَّاحِها
الوقتُ خشَّعَهُ رنينُ الهَمسِ في شَفَتيكِ
واسمي هدأةٌ سكنتْ إِلى رِئَتيكِ
بالإيقاعِ وسَّمْتِ الحروفَ
زرعتِ نرجستينِ ليِّنتينِ في ماءِ الكلامِ
متينُ صوتي صارَ مهبطَ للعنادلَ والحَمامْ
هِيَ غبطةُ الشِّعرِ
الهتافُ برأسِ طيري
هجعةُ الحَبقِ المُنَدَّى في انتظاراتي
سيأفَلُ ذئبُ تيهي حينَ يَصهَلُ شوقُها
حَدَّقتُ في شَبَقٍ يفزُّ بوجدِها
رعشاتُ أَضلاعي بِطَفْحِ الدِّفءِ عابقةً طيوبَكِ
هيِّئِي وقتًا شَهِيًّا لا صقيعَ بِهِ
سيصهَلُ طرفُها بالغمزِ
أَعبرُ عنْ خيوطِ الحلمِ
أَبرَحُ من سرابٍ حينَ أغمرُ قَدّها