الشارقة الثقافية.. تحتفي بمدينة الخليل وترصد الملكية الأدبية وحماية الإبداع
الإمارات | دائرة الثقافة بالشارقة
صدر أخيراً العدد (63) لشهر يناير( 2022م) من مجلة (الشارقة الثقافية) التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، وقد شددت الافتتاحية على أهمية الملكية الأدبية وحماية الإبداع والمبدعين كضرورة ملحّة في هذا العصر وكلّ عصر، وحاجة ضرورية لإحداث أي نقلة على المستويين الفكري والثقافي، وأكدت أنه كلما جرى السهر على توفير هذه الحماية ازدهر التأليف وأينعت الأقلام وانتشرت الكتب ودور النشر، واتسعت الساحة للفعل الثقافي، لأنّ الحفاظ على حقوق المؤلف وصون نتاجه من أي انتهاك يجعلانه يشعر بالرضى وتحقيق الذات والطمأنينة، فضلاً عن أنّ الحماية من خلال هذه الملكية تدفع باتجاه الابتكار واختلاق طرائق معرفية حديثة، واستنبات أفكار غير مسبوقة، وإيلاء الأهمية للصناعات الإبداعية، إذ من شأن كل ذلك أن تنتقل المجتمعات إلى مرحلة أكثر تصالحاً وانسجاماً ووعياً، وتخطو الشعوب خطوات واسعة في البناء والتقدّم والتحرر.
أما مدير التحرير نواف يونس؛ فتناول في مقالته (واقع ومستقبل القصة القصيرة عربياً) مشيراً إلى أنّ المشهد القصصي العربي، قد شهد في بدايات السبعينيات وحتى نهاية الألفية الثانية، إشراقات لافتة، شملت مشرق الوطن الكبير ومغربه، وبرزت أسماء قصصية تبوأت المشهد الثقافي العربي، منها على سبيل المثال (محمد خضير وزكريا تامر ويحيى الطاهر عبدالله وواسيني الأعرج ورشيد بوجدرة وعزالدين المدني)، وكانت ذات اتجاهات واقعية ورمزية تجريبية وذلك نتيجة اهتمام المؤسسات المعنية ثقافياً، فخصصت لها الجوائز والمسابقات، وتم إنشاء نوادٍ للقصة إلى جانب تبني الصفحات الثقافية في الصحف اليومية والمجلات الثقافية الأسبوعية والشهرية للكثير من كتاب القصة الواعدين.
واعتبر أن خفوتاً واضحاً لامس مكانة ومقام القصة في السنوات الأخيرة، وحدث انزياح كبير للقصة والقصاصين، مقارنة بالرواية والشعر والمسرح، برغم أنها جنس أدبي يتميز بالقدرة على استمرارية التطور ومواكبة المتغيرات والتحولات المجتمعية، وهو ما يجعلنا نتوجس خيفة على مدى جاهزية هذا الفن القصصي للتطور، وترسيخ ثوابته الفنية والفكرية في المشهد الثقافي العربي مستقبلاً.
وفي تفاصيل العدد، توقف يقظان مصطفى عند حكيم الأندلس عباس بن فرناس الرجل الذي طار قبل (12) قرناً، وتناول د. هانئ محمد مشروع جورج سارتون حول تاريخ العلم الذي تميز بالنزاهة وقد أنصف العرب، وكتبت نوال يتيم عن أغناطيوس كراتشكوفسكي الذي كرس حياته لدراسة اللغة العربية، فيما رصدت أسماء أحمد رأفت تاريخ مدينة الخليل التي مرت عليها حضارات الآشوريين والبابليين والإغريق والرومان ودخلها العرب في القرن السابع الميلادي، أما محمد أحمد عنب فجال في مدينة شنقيط التي تعد ذاكرة موريتانيا التاريخية إذ تمتلك موروثاً علمياً ثقافياً.
أمّا في باب (أدب وأدباء)؛ فتناولت شيرين ماهر رحلة عبدالرزاق قرنح نحو (نوبل) وكيف أنه حمل في جعبته مفتاحاً سحرياً، وقدم د. ضياء الجنابي مداخلة حول تقنيات الحداثة عند رواد الشعر الحر، وقرأت زمزم السيد سيرة الأديب والناقد نبيل سليمان الذي يحلم بالتفرغ للقراءة والكتابة، فيما استعرض عزت عمر مرجعيات النص السردي عند ماركيز وروايته (مئة عام من العزلة)، وبيّن د. سعيد بكور جدل الواقعي والمتخيل في سيرة عنترة، وتناول عمر أبو الهيجاء كتاب (حارس الحكايات) تكريماً للدكتور فيصل دراج وتضمن شهادات ودراسات عن دوره الثقافي، بينما كتب وليد رمضان عن الكاتب والشاعر والناقد مارون عبود الذي يعد رائد النهضة الأدبية في لبنان، وتوقف محمد حسين طلبي عند أعمال الأديب ياسمينة خضرا والتي ترجمت إلى (36) لغة عالمية، وسلط مفيد فهد نبزو الضوء على مجلة (الثقافة) التي كانت من أعرق المجلات العربية وبرئاسة تحريرها مدحة عكاش عميد الثقافة في سوريا، وحاور أحمد حسين حميدان الشاعر مصطفى أحمد النجار الذي أكد أن التجديد والحداثة في جهة واحدة من الإبداع، واحتفى د. رضا عطية بالشاعر سيف الرحبي الوجه الأبرز للشعر العماني المعاصر والذي شكل بصمة تعبيرية متفردة، وكتب خليل الجيزاوي عن الكاتب محمد حافظ رجب الذي عمل بائعاً متجولاً قبل أن يصبح كابتاً وهو الذي أثار قضية الأدب الجديد، أما عمر إبراهيم محمد فقد توقف عند رحلة عبدالوهاب المسيري الفكرية وهو الغائب الحاضر في سفري الأدب والفكر، وأجرى عذاب الركابي مقابلة مع الكاتب والشاعر عيد عبدالحليم الذي اعتبر أن الشاعر هو الرائي وسارق النار بامتياز، وتطرق محمد عبدالشافي القوصي إلى الشاعر عبدالحميد الديب، الذي يعد شاعر البؤس وآخر صعاليك الأدب.
وفي باب (فن. وتر. ريشة) نقرأ الموضوعات الآتية: سوسن جلال.. لوحاتها حالات ثقافية جمالية – بقلم أديب مخزوم، سامي بن عامر.. اشتمَّ رائحة الألوان النائمة– بقلم محمد العامري، نجاة مكي.. تنحاز ألوانها للأزرق والأبيض– بقلم عبدالعليم حريص، كرم مطاوع.. رجل المهمات الصعبة– بقلم أمير شفيق حسانين، نموذجان من المسرح الفرنسي الحديث– بقلم إيريني سمير حكيم، مصطفى العقاد مخرج عالمي بتوقيع عربي– بقلم سوسن محمد كامل، فيلم (جاي بيم) ملحمة سينمائية اجتماعية– بقلم أسامة عسل، مهرجان كارلوفي فاري وجهة محبي الفن السابع– بقلم د. أمل الجمل.
من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، وهي: المؤرخون العرب وعصر الصورة – بقلم د. محمد صابر عرب، إشراقات النثر العربي.. مقامات الوهراني ورسائله– بقلم د. حاتم الصكر، القراءة مفتاح مستودع المعارف– بقلم رعد أمان، عوالم وحكايات عبدالفتاح صبري.. الخفية– بقلم فرج مجاهد عبدالوهاب، الأديب.. ومخاض الولادة الأولى– بقلم مصطفى عبدالله، نبيل سليمان وحضوره الروائي والنقدي– بقلم سلوى عباس، أبعاد العمل الفني الإبداعي ومكوناته– بقلم د. مازن أكثم سليمان، الرواية كمصدر تاريخي– بقلم د. علي عفيفي غازي، (العادية) فخ يقع فيه الكثير من الشعراء– بقلم الأمير كمال فرج، السيرة الذاتية للأديب– بقلم غسان كامل ونوس، أنيس الرافعي حداثة الحكي في القصة العربية المعاصرة– بقلم د. يحيى عمارة، توقنا الخلاق إلى السعادة الثقافية– بقلم د. حاتم الفطناسي، قصيدة المشهد– بقلم يوسف عبدالعزيز، سر الكتابة بين الوضوح والغموض– بقلم السيد حافظ، النقد بين الرؤية والواقع والأداة– بقلم د. بهيجة مصري إدلبي، محمد سعيد العريان أديب كرس جهوده لثقافة وأدب الطفل– بقلم صابر خليل، الخوف.. عدو الإنسان الأول– بقلم مفيد أحمد ديوب، التشكيل وبراعة التصوير– بقلم نجوى المغربي، غويا.. الفنان الذي رفضته أكاديمية الفنون– بقلم حواس محمود، المخرج المسرحي ودور الناقد– بقلم أحمد الماجد، فلوبير: (الكلمة لا تنقصنا أبداً عندما نملك الفكرة)– بقلم نجوى بركات، بين أدب نجيب محفوظ والفن السينمائي– بقلم محمد فؤاد علي، قضايا النقد في الشعر الجاهلي – بقلم أبرار الآغا، مكاوي سعيد.. أثرى الحياة الثقافية بنتاجه المتميز– بقلم ثريا عبدالبديع.
وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: سؤال الهوية سؤال الوطن في (حرائق خضراء)– بقلم د. هويدا صالح، المكان في روايات عبدالرحمن منيف– بقلم د. مريم اغريس، تباين صوت السارد وتوالي الحكي في (أصحاب ونس)– بقلم مصطفى غنايم، روبرت غرين وثقافة النجاح– بقلم نهلة خرستوفيدس، رحلة شعرية ممتعة مع آثار الحضارة المصرية– بقلم ناديا عمر، تاريخ علوم اللغة العربية– بقلم نجلاء مأمون، عبدالحكيم الزبيدي قدم حالة النفي لنص تأملي– بقلم د. سعاد عريقات، جماليات السرد عند خليل الجيزاوي– بقلم د. تامر عبدالعزيز.
وأفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: صلاح عبدالستار الشهاوي (قصص قصيرة جداً) قصة قصيرة، (فنيات المفارقة في قصص صلاح عبدالستار الشهاوي) نقد / بقلم عدنان كزارة، سارة عدلي (ضجيج الصمت) قصة قصيرة، د. شهاب غانم (في المستشفى) شعر مترجم، غسان حداد (قيمة العطاء) قصة قصيرة، هشام أزكيض ( من أجل أمي!) قصة قصيرة، رفعت عطفة ( باقة زهور) قصة مترجمة، إضافة إلى (أدبيات) من إعداد فواز الشعار تضمنت جماليات اللغة وقصائد مغناة وواحة الشعر وينابيع اللغة.