الناس تبكي على فراق القصب
سمير حماد – سوريا
قال (جلال الدين الرومي) : (إن النّاي يبكي على فراق القصب) فعلى من سيبكي أبناؤك يا وطني ؟
إذا كان أوديب الملك قد دفع ثمناً غالياً, لإثم اقترفه مع أمه, ولم يكن على دراية أو معرفة به, ترى, فما هو الإثم أو الجريمة التي اقترفناها, لندفع كلّ هذا الثمن من دمائنا وعمراننا وأطفالنا؟
إن ثقافة التعصّب الأعمى (وكلّ تعصّب أعمى), وثقافة الأجوبة المعلّبة, القاتلة أو المُعيقة لثقافة السؤال, هي سبب مهم من أسباب الوقوع في مطبّ المحنة الكبرى, المحنة التي أكلت البشر والحجر، ولا خروج أو انتصار لنا, إلا بانتصارنا على هذه الثقافة ذات الأجوبة المعلّبة, الموضوعة سلفاً من قبل دوائر الهيمنة الشمولية والتكفيرية الظلامية.. إن ضعف ثقافتنا وشُحّها وتخلّفها وتخاذل مثقفينا, وعدم مشاركتهم في صنع الحاضر المتحضر هو وراء ماتكابده أمتنا من هزائم وانكسارات وتخبّط..