اشتقنا لأبيكم الحبيب..!!

عبد السلام العابد | فلسطين

جلست الجدة الحنون، إلى جانب المدفأة ، مع حفيداتها وأحفادها، وقالت لهم : اشتقت لأبيكم الحبيب .اشتقت لطلته، وهو يدخل البيت بلباس الشرطة الرسمي ، والابتسامة على وجهه، اشتقت لصوته وهو ينادي: يا أمي ، منذ أكثر من شهر غادر البيت إلى مكان عمله ، ولم يعد .

قال الأحفاد : ونحن أيضا متلهفون لعودة أبينا ، وتناول المقلوبة معه ، والملوخية مع الأرز والدجاج المحمّر .

قالت الجدة : الله يرضى عليك ، يا ابني ،الله يرضى عنك ، وعن زملائك وأصدقائك . ماذا تفعلون في هذا الجو العاصف؟! ، لا يهم ، سنصبر على فراقك ؛ لأن العمل الذي تقوم به مع رفاقك ضروري ومهم للناس والوطن .

قالت الحفيدة الكبرى: أفتخر بعمل أبي ، وأعتز بما يقوم به العاملون في الشرطة والأمن الوطني والأجهزة الأمنية كلها ؛ لأنهم يساندون الطواقم الصحية، ولجان الطواريء الفلسطينية، في التصدي لفايروس الكورونا الخطير الذي غزا فلسطين والعالم .

وسكّ أسماعَهم صوتُ الرعد ، وزخات أمطار نيسان المنهمرة، فتابعت كلامها : الحكومة فرضت الحجر الصحي الإلزامي، وطالبت المواطنين كلهم باللجوء إلى بيوتهم ؛ حفاظا على سلامتهم ، من هذا الوباء الذي ينتشر، كلما زاد الازدحام و الاختلاط بين الناس .الغالبية من المواطنين تلتزم ، ولكنّ هناك أناسا لا يلتزمون ، ولا يطبقون القوانين ، ولولا وجود القوى الأمنية التي توفر للطواقم الصحية الحماية والدعم والأمان ،لما تمكنت بلادنا من التصدي لهذا الوباء وحصاره، وتخفيف أضراره .

وفجأة رنّ الهاتفُ الخلويّ ، في الغرفة المجاورة ، فردّت أمّ الأطفال قائلة بسعادة ومرح: أهلا..أهلا بك ..، وبعد حوار متبادل بينهما ، كبست على سماعة الهاتف ، فجاء صوتُه واضحا : يسعد أوقاتكم يا أمي، ويا أطفالي الأعزاء . الزموا البيت ، أنا بخير ،والحمد لله ، اشتقت لكم ،وسأكون على موعد قريب معكم ، في بيتنا العامر ، ولكن بعد أن يتشافى الوطن ، ونطمئن على أن جهودنا الوطنية المشتركة، تمكنت من هزيمة هذا الفايروس الغازي الخطير.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى