قراءة في قصيدة الشاعر السوري عمر هزاع

عبد الله حداد | ناقد وشاعر تونس

أحد مظاهر الشعرية في النص توفره على أصوات متنافرة متباينة في انسجامها وألفتها يجمع بينها هذا النص عبر مساحة الاختلاف التي يخلقها ويخلق ذاته من خلالها اما كيف نفسر الاختلاف فهذا عين المشكلة يتطلب ذكاء حادا بعبارة هايدغار وقدرة على الاصغاء الى مفرداته فلاننظر للنص ككتلة متجانسة انما في عراكه المستمر مع نفسه فلانرى الشاعر هنا الا يقول الشيء ويقول في الان نفسه نقيضه يكفي أن تأخذ ضمير المخاطب الذي يمسح أرجاء النص وتصغي اليه جيدا لتدرك أننا بقدر مانسمعه يردد ذاته يردد الأنا الذي يختفي فيه محتجبا خجولا وتلك حيلة لغوية لطيفة فقد ينأى الشاعر لكن تظل كلماته راسخة كوتد لاتزري بها عوادي الزمان تتحدى الفناء كأطلال خولة عند طرفة تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد ” حالة روحية محضة. وهو المفرد العدد متكثر في الوحدة. متعدد في المرايا لايأفل فيهاوجهه ان رحل فللمرايا ذاكرة وشعره منتقش على أعطاف الذاكرة بعد ان رسخ في قلوب قرائه ودخل مدخل صدق. فان رحل فكلماته لايخبو أوارها ولايتذبذب كوتر بين جمرتين. وهنا نار الابداع الكاسر

النص:

كَوَتَدٍ في القَلبِ

تَنأى..
وَأَنتَ بِقَلبي أَيُّها الوَتَدُ..
وَفي مَقامِكَ..
أَنتَ المُفرَدُ العَدَدُ..
تَقضي المَحَبَّةُ أَنَّ الرَّاسِخينَ هُمُ الذينَ في الدَّمِ..
حَتَّى إِن هُمُ ابتَعَدُوا..
وَأَنَّ مَن أَوقَدوا النِّيرانَ وَانصَرَفوا راحُوا..
وَلَكِنَّهُم في الرُّوحِ ما خَمَدوا..

عمر هزاع

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى