اليوم أكملتُ فيك كلامي

عزيز فهمي | كندا

الآن كتبتُ فيك قصيدتي
الشمس تحترق كقلب مظلوم
يعشق المستحيل
القمر يخجل على وسادة
محملة بالأحلام
يخجل من مشيب الليل
في سلال أفكاري
الماء له طعم العطش
في شهر أيلول،
لون الغروب
في عين يتيم،
له رائحة التبن بعد هطول المطر،
الهواء يخاف من عاصفة الأشواق
فيخنق التنفس
في رئة الفجر
يتعطر بالفراغ
يخفت كالموت…
الآن أكملتِ فيَّ قصيدتك
لا الكلام يتكلم كما ينبغي
لا الصمت يهطل من بصمات الذهب
لذا أهَبُ الحروفَ حرية التنصل
من رقبة الكلمات
أبيح للجمل التعري
من أغلال المعنى
ليقول الكلام ما يريد
دون أن يتكلم
فيسمعني الغد
الخائف من سياط اليوم
المرعوب من أكفان الأمس
القادم كنهر غاضب
يكنس خطيئة العطش
في مسام التراب
كمجنون يتصدق بحكمته
ويضحك…
الآن أتلو ما شئتُ يا دنيا
على مفازات تجاعيدي
في المرايا العانسة 
لا أحد يسمع نحيب القطط
التي تحرس الأسرار وراء النوافذ
أنين القمح بين أضراس الرحى
لا احد يؤمن بذاته
كما لا تؤمن الملابس بالأجساد
فزاعات نحن
هرمة في أرض خراب
تظن أنها تخيف الظلال
لكنها لا تدري
أنها كذبة الأسياد
لا تصلح سوى للإستهزاء…
الآن الذي لا آن له بعد الآن
أكملت ما يجب إتمامه
وبقيت كالريح
أبعثر الكل
لا أقبض على شيء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى