الانتخابات البلدية والفرص الممكنة
بكر نعالوة | كاتب وباحث من طولكرم
في البداية، دعوني أخبركم بأن انتخابات البلديات هي فرصة ممكنة لتصالح مع المجتمع وبناء جسور من الثقة مع الشارع ولكن مع لفت الانتباه نحو بعض التجارب التي من الممكن أن تدعم وجهة نظري وهي:
١_ بلدية إسطنبول التي خلقت مجد أردوغان وأعلته رئيسا لبلاده .
٢_ شخصية الرئيس قيس سعيد التي تمكنت من الوصول لرئاسة تونس من خلال التواصل الدافئ والمرن مع الشارع الأمر الذي أتاح لأدوات السوشيال ميديا تدويل التجربة في عقول التونسيين ، وغيرهم لتنتصر .
٣_ دا سيلفا رئيس البرازيل السابق الذي إستطاع أن يخطو من الفقر نحو رئاسة بلاده لأنه ببساطة إستطاع أن يفكر ويخاطب الطبقة الأكبر (( طبقة الفقراء )) في بلاده من خلال همومها وآلامها ..
يمكن أن نطوي بعض الصفحات التي لا زالت تشكل متاهتنا المعتادة وتربك فرصنا للعمل والإنجاز بكثير من التسويف وخلق الحواجز بين مؤسساتنا ومواطنينا .
حيث تلك الأمثلة التي عرضتها عليكم من زوايا مختلفة هي تفسير للبرمجة الموجهة التي تمكن الجهات السياسية من إختراق عقلية الناخب بقليل من الخشوع في العمل وإكساب الناخب شعوراً حيا بالمواطنة حيث إن:
١_ ترأس مؤسسة اجتماعية خدمية هي فرصة لإشاعة البروبجندا الحزبية وإعادة تعريف هياكل سياسية من خلال تقديم شخصيات بفكر مختلف .
٢_ أما فيما يتعلق بالاحتكاك الدافئ مع الجماهير من قبل المرشحين وإشاعة الحدث كنوع من التطور في الحياة السياسية عبر وسائل السوشيال ميديا هو بمثابة حصاد مبكر .
٣_ أما بخصوص مخاطبة الجمهور من خلال همومه ومتطلباته هي محاولة إختراق جزئية لطلب فرصة جديدة .
على اي حال سأحاول من خلال هذا المقال طرح وجهة نظري في محاولة لكسب إلتفاف الشارع من حول القوى السياسية من خلال الغوص في برنامج انتخابي ، أعتقد بأنه الأمثل لما تحتاجه بلدية طولكرم والمواطن الكرمي .
في البداية دعونا نتحدث عن الهيئة التي يجب أن يكون عليها المرشحين :
١_ على التنظيمات أن تقدم شخصيات تحتوي على الفكر والاختصاص ، والخبرة وأن لا تخلوا من التواضع وصوت الشباب المتحمس .
٢_ أن تطرح القوائم برامجها من خلال الشارع وتمكن الشارع من المشاركة في صياغة برامجها من خلال الاندماج المباشر مع الشارع دون حواجز أو قيود .
٣_ أن تتيح القوائم ضمانات لمحاسبتها إذا قصرت في تطبيق برامجها وخدمة مواطنيها ، وأن تعد بمصارحة الشارع من خلال الإعلام في حال تغول نفوذ ما ليعيق تنفيذ خطوات إصلاحية .
أما فيما يتعلق ببرامجها الانتخابية ، وكما قلت بأنني سأسقط الفكرة على بلدية طولكرم ، لذلك دعونا نناقش بعض الأفكار الممكنة التي أعتقد بأنها رغبات الشارع وهي :
١_ في البداية كما أقول دائما بأن علاج القطاع العام ليس بخصخصته ولكن من خلال إخضاعه لجهات رقابية من القطاع الخاص أي شركات محاسبية وإدارية والخ ..
٢_ بغض النظر عن طبيعة الصراع الوارد مع الحكومة حول مشكلة كهرباء طولكرم ، إلا أنني تحدثت سابقا إذا توافرت النوايا إيجاد الحلول بسيط وممكن وإيجاد التمويل لن يكون معضلة في حال تكاثف الجهود مع المجتمع ، ولكن على أن تخضع شبكة الكهرباء لتقييم مفتوح من قبل شركات قطاع خاص ، وأن يخرج تقرير نهائي لتقييم حالة الشبكة والخلل والإمكانيات المتاحة .
٣_ العمل على تشكيل دائرة لإدارة الموارد البشرية HR من أجل تحقيق الرقابة على الموظفين ، وتقييم كفاءتهم ، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتواصل مع المجتمع المحلي وتوفير التغذية الراجعة للإدارة العليا .
٤_ العمل على تنظيم كوادر المؤسسة وطبيعة عملها بما يخدم المصلحة العامة ويقضي على أشكال البيروقراطية المقيتة التي يعاني منها المواطنون .
٥_ إنهاء العمل بقانون الديون المتوارثة وإيجاد التسهيلات الاقتصادية الممكنة للخدمات المقدمة للمواطنين .
٦_ العمل على تشكيل أداة إستثمارية ممكنة تابعة للبلدية من أجل محاولة التأثير في اقتصاد المدينة عموما ودعم المشاريع الصغيرة خصوصا .
٧_ إتاحة الفرص والعوامل الجاذبة لاستقطاب رأس المال نحو المدينة من خلال بعض التحفيزات الممكنة .
٨_ البحث عن حلول وتقييمات لعلاج مشكلة انخفاض عدد الزائرين للمدينة .
٩_ العمل على تأميم مسألة عدادات الرصيف من خلال إنهاء بيعها للقطاع الخاص وإرفاقها الى إدارة مستقلة تابعة للبلدية حفاظا على العائد المادي من هذه الخدمة لخدمة المصلحة العامة ، وكذلك من باب التعديل في سلوك التعامل مع المجتمع المحلي لسوء المعاملة التي يحظى بها المجتمع المحلي وزوار هذه المدينة من قبل مقدمو هذه الخدمة .
هل سنتوقف للحظة لنفكر بتلك الفرصة التي تمنحنا إياها انتخابات البلديات لإنتاج شخصيات اجتماعية وسياسية يرادفها برامج عملية صادقة تعيد بنا ثقة الشارع ؟!
آمل أن يعي النظام السياسي بتفاصيله وفصائله بأن الترميم الاجتماعي وما يتبعه من إصلاحات أخرى لازمة ، بات مطلبا وحاجة وخصوصا في ظل غياب الإصلاح السياسي ، لذلك على الجميع أن يقدموا تنازلات كبيرة عن المصالح الخاصة ، وبتكوين مدروس من قبل مختصي الهندسة الاجتماعية بما يتلاءم مع إعادة تشكيل نبض الشارع .