مقتطف من رواية كوفيد الأحلام
قمر عبد الرحمن
هل من الممكن أن يحيا الإنسان بلا حياة؟ هل يتبدّل الإنسان ويصبح إنسانًا آخر بعد لحظةٍ ما.. حدثٍ ما.. أو كلمةٍ ما..
هل القدر يملك قوّة السّيطرة على نفوسنا بتقلباته وبكثرة الوجوه التي يضعها في طريقنا؟ هل يستطيع القدر أن يحضن أيّامنا بدفءٍ بعد أن يملأنا بحزنٍ عميق؟
هل نستطيع أن نغفر للقدر قسوته مقابل لحظة دفءٍ مشتهاة؟
يقول أحد الحكماء: إن استطعت أن تسامح الآخرين باستطاعتك تحقيق الكثير لذاتك.. فكيف إن كان هذا الآخر هو قدرك؟! وهو يقتلعك من جذور الدّنيا، ويسبّب لك وجعًا كبيرًا ولكنّه لا يسمعك!! فنحن لا نسمع صوت الشّجرة عند اقتلاعها من جذورها التي تعانق الأرض.. نحن نعتقد أنّ الشّجرة لا تملك صوتًا للصّراخ، مع أنّ صراخها قد يصل السّماء وتسمعها كافّة الأشجار على الأرض، ولكنّها تعجز عن إنقاذها من -الإنسان-
هكذا تمامًا يتعامل معنا القدر، يعتقد أنّنا لا نتألّم، مع أنّ صوتنا قد يملأ الأرض ويسمعه جميع البشر العاجزة عن تقديم أيّة مساعدة أمام حتميّة القدر!! الذي لا يستجيب للصّراخ بقدر ما يستجيب للمناجاة.