أُمُّ العِراقيين
مصطفى مراد | العراق
وَتقولُ عَن حُزنٍ لكُم بغدادُ مُوتوا بحُضني أَيُّهَا الأولادُ
هَيَّا ارفِدُوني آخرَ اللحَظاتِ وَالـ أنفاسِ عَلِّي للحياةِ أُعادُ
أمسيتُ شائِهةَ الجهاتِ وحسرتي مِلئي، وللمجهولِ صرتُ أُقادُ
فَـ أنا ومُذ أن بِتُّ حاضرةَ الدُنا وَعَلَيَّ كم يتكالبُ الاوغادُ
هذا عزائي عندَ سيلِ نوائبٍ دَينٌ لها في ذمتي وسدادُ
وأقُصُّ شعري عِندَ دِجلةَ كُلَّمَا دَفَقَاتُ مائي مِنكُمُ تزدادُ
وَأُوزعُ اللحنَ الكئيبَ مآتماً صوتُ انكساري كُلُّهُ انشادُ
في كُلِّ بيتٍ ضمَّ لافتةً نَعَتْ هذا الشهيدَ وذاكَ وهي سوادُ
لِيكونَ نزفي مِن عميقِ جراحِكُم أقوى ، ومن فتكِ الاسى سأُبادُ
أُمُّ العراقيينَ أعرفُ طبعَهُم كَبروا بقلبي كُلُّهم وارتادوا
تِلكَ النوادي ، حيثُ كانوا روحَها وَيُزاحمونَ نسيمَها واعتادوا
ألّا يخونوا بعضُهم بعضاً ، وكم شَربوا واعيادُ الهوى ميعادُ
هُم واللذينَ أتوا وَمَن هو قادمٌ يَحدوهُم الابناءُ والاحفادُ
لا يحمِلونَ قساوَةَ العُقدِ التي زُرِعت بِخصبِ نمائِها الاحقادُ
مَن هؤلاءِ وما هويتُهُم إذن مِن أيِّ كهفٍ هذهِ الاجنادُ ؟
هَمُّوا بِقَتلي بَاسِطينَ حِرابَهُم سَوداء َ، يَكسُوها الدَّمُ الوقّاد ُ
كَالناصريّة ِ مَات َ أجمَل ُ اهلِهَا وَ القُبّتَينِ حياتُها استشهادُ
آنَ الأوانُ لنلتقي بِنعُوشنا وَيَصِيحُ فينا اللهُ:- هَا قَد عادوا