المثقف ودوره التنويري
سمير حماد | سوريا
ليس يعنيني من المثقف أن يكون كاتبا أو شاعرا, قدر ما يلفتني فيه, الدور الذي يقوم به في المجتمع, أقصد الدور التنويري, المعرفي, الذي يسهم في بلورته ونشره, ومدى إسهامه في توعية الناس, وقيادة الحوار, والتشجيع له, والدفاع عن الرأي الآخر, وحمايته وكشف العقبات المعرقلة للنهوض بالمجتمع, ومحاربتها والتصدي لها, مهما كانت المخاطر كبيرة.
الثقافة ليست الكتب التي نقرؤها, ولاهي الكتابات التي نكتبها وننشرها في هذه المجلة أو تلك الصحيفة, أو على الشاشة الزرقاء .. الثقافة بمعناها المعاصر, وفي هذه الظروف بالذات, هي تلك التي تحمل الفكر النهضوي, وتحض على الفكر العلماني, وحقوق الإنسان, والاعتراف بالآخر, ومحاربة الفساد والتفرّد بالسلطة, والدعوة إلى تداولها, بل هي تلك التي تعلم, كيف تكون الحياة, وكيف يجب أن تُدار شؤون البشر فيها.