حكايا القرايا.. قصة مثل
عمر عبد الرحمن نمر | فلسطين
” جيزة حمزة براس المعناة ” وقالوا ” جيزة حمزة براس المنساس ” والمعناة: هي التلم الذي يشقه الحرّاث في الأرض… والتلمان المشقوقان ” رباع “، وقد ذكر الموروث الشعبي المعناة في الأغنية، ووصف حرّاث المعناة الطويلة بالقوة والشراسة: يا حراث البقر مَطْول معانيك… قتّلت البقر بطول معانيك… حلفن البيظ ما يغسلن أواعيك… أما المنساس فهو عصا طويلة برأسها قطعة حديد مدببة، يحملها الحراث لينظف سكة الحراثة مما علق بها، وليستحثّ الحيوان على جرّ السكّة.
حمد الشاب الخجول يريد الزواج، ويريد أن يفاتح والده الحراث بالمسألة، لكنه متردد… في أحد الصباحات، وقد جهز أبو حمد حصانه وعدة الحراثة… وبسمل، وبدأ العمل، تبعه ابنه على طول التلم… رايح جاي… الوالد يستنطقه علّه يفصح عما به، وحمد ” يُلَهْوِج” بالكلام، ويتأتىء… وقد نفد صبر الوالد… حتى أعلنها حمد مدوية : يابا بدي أتزوج… الله ريتو مبارك… والسبع بركات يابا… بس اصبر علينا للصيف… لنحصد الغلّة ونجمع قرشين الجيزة… ردّ أبو حمد، وهو يشق التلم خلف الحصان… وابنه يمشي بموازاته…
لم يعجب الجواب حمد… فكرر السؤال: يابا بدي أتزوج… بدا العرق في وجه الأب: طيب يابا اصبر تا تخلص الشتوية… لم يعجب الجواب حمد… استأنف حمد: يابا بدي أتزوج… استحث الوالد الحصان وشد همته، وقال: طيب اصبر تا نفطر… ولم يعجب الجواب حمد… وبدأ الوالد ينرفز… وألح حمد: يابا بدي أتزوج… رد الوالد: اصبر تا نشاور أمك… يابا بدي اتزوج… طيب اصبر يابا تا نخلص هالمعناة… براس المعناة بجوزك… يابا بدي أتزوج… نفد صبر الحراث… فترك عود الحراثة والحصان… وطرق حمد بالمنساس على ظهره… هرب حمد… تبعه الوالد يركض خلفه بالمنساس… يصيبه مرة، ويخطئه أخرى… وحمد يصيح ” بدي أتزوج” يابا… بدي أتزوج يا عالم… بدي… بدي أتزوج… ومن هنا قال الناس” جيزة حمد براس المنساس “… ومنهم من قال ” جيزة حمد براس المعناة “…