مقال

سلام ولا سلام

معادلة صفرية.. لن يشفع لها عقلك فيها

بقلم: أحمد عبد العال شربة المحامي

الحظ لم يصنع طريقًا، كانت خيالات عارمة..هكذا قالوا، وهكذا أصبح الشك يحمل بين طياته أوجاعًا لا تنتهي.

فمن المؤسف أن الحظ قد لعب بدوره في حياة الكثيرين الذين لم يستحقوا ما وصلوا إليه، وقد باغتتني كلمات الشاعر حينما قال:
تلك المعالي عروسٌ أنت خاطبُها
فابذل لها المهر من كدّ ومن نصَبِ
ولا تقل سبقوا بالحظ أو غلبوا
فما الحظوظ مطايا السبق والغلب.
نعم يا صديقي، ربما هذه هي المشكلة الكبرى، أن الحظوظ ليست مطايا السبق والغلب، فكيف تتنافس بذكائك ومواهبك مع شخصٍ أجدب لا يفهم ولا يعي قد حالفه الحظ وأصبح من المشاهير؟..إنها معادلة صفرية! .. لن يشفع لها عقلك فيها.
نعم لن تجبر أحدًا على قراءة كلماتك ولا كتاباتك ولاأشعارك، حتى ولو كنت تملك من الموهبة أرذلها، ومن الفكر ما يجعلك تُسمَع، لأن الحظ لم يحالفك بعد.

إنها ليست مسألة سعي، فقد بات الوحل يغط في رأس بعض العظماء ليصنع منها يأسًا متكاثرًا متعمقًا لا ينتهي أبدًا..وباتت فكرة المهارات والقدرات من ضروب الوجع والخذلان.

ولا تقل لمن استبد به اليأس سيحدث ويحدث، فهو لا يرى سوى الآلام تتكالب عليه، وكأن ليس في الدنيا سواه! .. هو يؤلمه الوجع، ولكن كيف السبيل لشفائه؟

من يسقي ولا ينتظر السقيا، يعطي ولا ينتظر أن يُعطى، يفعل الخير بلا مقابل..هل تظن أنه سيحتاجك في يوم من الأيام إن شعر أنك عبء عليه بما في حياته من كد وعناء؟!.

أنت لا تفهم، وستظل لا تفهم، طالما أنك كنت مصرًا على أنك تعرف كل شئ، أعدك أنك بهذا الاعتراف ستبقى أحمق أبد الدهر..سلامًا على أولئك الخياليين، الذين لم نلتق بهم في واقعنا، ولا سلامًا على من يبخلون عليك بشطر كلمة علها تحيي القلوب وهي رميم..فهؤلاء ينقضون وضوء قلوبنا!

   والسلام على من اتبع الهدى، والسلام على أصحاب العقول المستنيرة وكفى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى