هو الحبّ…

 د.ريم سليمان الخش-فرنسا
.
هو الحبّ فواحُ الأزاهير عابقُ
دؤوما بما تُفضي السرائرُ دالقُ
ذكيّا ..فما تلقاه إلا مهفهفا
على سحنةٍ نشوى كما العطر دابق
***
هو الحبّ مفطورٌ على النور والندى
رسولٌ على درب المكارم سابقُ
سخيٌّ كتهطال الغمام تصببا
نقيّ كإيماض المروءة دافقُ
ولا ناظرٌ عقبى لجود انهماره
ولا ماننٌ بالفضل أو هوَ حانقُ
***
جليّ كأنوار الذُكاء تلألؤا
عليٌّ فلا يعلوه نجمٌ مسابقُ !
***
مضخٌّ بشريان الطبيعة مانحٌ
لها شوقها الكونيّ : لله بارقُ
لهوجٌ بأسماء الحبيب توددا
نديّ بأطياب الكرامات عابقُ
***
هو الحبُ مغرافٌ من الشهد طبعه
شهيّ بأفواه المحبين عالقُ
ظهورٌ فلا يُخفى عن العين حسنه
ومن طيب ما يحسو من الشهد ناطقُ
***
كبدرٍ فلا يأتي محاقا وإنما
تظلّ على وجه التمام البوارقُ
***
هو الحبّ ماتنفك منه مخمّرا
ثمولا وما يحسوه غيٌّ ومارقُ
***
ذلولٌ ولا يُبقيك وعرا مصعّرا
كريمٌ وماتلقاه إلا ..يُعانقُ !!
***
هو الحب فلتطهرْ قُبيل احتضانه
وإلا سينأى عن بغيضٍ ينافقُ !!
***
هو الحب وشمٌ مايزالُ تنفّسا
فكيفَ لتنهيد المسام يُفارقُ؟
وكيف لأرجاس النوايا تصيدٌ
لبترٍ وهل للقلب نزفا يُوافقُ؟
***
هو الحبُ طفلٌ بالحنان محوّطٌ
على ضرعه المهراق باللثم عالقُ
ليشتقَ من نسغِ الشفاه سريره
ملاذا فلا تطغى عليه الفنادقُ
خمائل في واحات نفس توّلهت
وما أوّهت إلا لتربو البواسقُ
وما ألّهت إلا البديعَ قرارةً
بشكرٍ وتعظيمٍ لما أنت ذائقُ
***
هو الحبّ فلتقبل عليه تلذذا
نهوما ولا تجحد بما أنت لاعقُ ….