عن أحمد مناصرة.. مجرد معلومات عن وَلَدٍ ولِدَ قبل عشرين عاما
خالد جمعة | فلسطين
تخيّل معي، أنك في العشرين من العمر، ولكن ليس هذا وحده المهم، عليك أن تتخيل أنك قضيت سبع سنوات من هذه العشرين في سجن إسرائيلي… يعني أكثر قليلا من ثلث عمرك…
أحمد مناصرة يعفيك من هذا الخيال، لأنه فعلاً ولد في 22 كانون ثاني عام 2002، أي أنه الآن في العشرين تماماً، وتعرفه بيت حنينا في القدس معرفة الأم بأولادها.
حين كان أحمد في الثالثة عشرة، أطلق الجيش الإسرائيلي النار عليه، وقام بدهسه، لأن الجيش ادعى أن أحمد حاول تنفيذ عملية طعن في القدس، بمرافقة حسن مناصرة ابن عمه الذي استشهد في الحادث ذاته، كان ذلك في 12 تشرين أول عام 2015.
الجميع يذكر، على ما أظن، ذلك الفيديو المأساوي، لأحمد مناصرة وهو ملقى على الأرض وسط بركة من الدماء، وقدمه ملوية تحته، فيما مستوطنون مصابون بالسعار الأيديولوجي يهددونه، وهو في لحظة الرعب تلك كان متأكداً أن لحظة موته آتية لا ريب فيها.
اعتقله الاحتلال، وتم التحقيق معه ـ حسب المحامين ـ بطريقة مرعبة، وكانت الأخبار تقول وقتها أن أحمد استشهد أيضاً، لكن تم نقله بين الحياة والموت إلى المستشفى مكبل اليدين، وسربت قوات الاحتلال فيديو التحقيق الأمني مع أحمد لتثير الرعب في أقرانه ـ حسبما ظنوا ـ، ويظهر أحمد في ذلك التسريب، وهو يبكي ويقول: مش متأكد، مش متذكر، فيما المحقق يصرخ فيه ويهدده.
حرم أحمد من حقه في استشارة محامي وفي اصطحاب أسرته معه، كما ينص القانون بسبب عمره.
في السابع من تشرين ثاني 2016، بعد عام من اعتقاله، أصدرت المحكمة المركزية حكما بالسجن الفعلي عليه لمدة 12 عاما، وفرضت عليه دفع غرامتين ماليتين قدرهما على التوالي مئة ألف وثمانين ألف شيكل، أي ما يعادل 30 ألف دولار، و25 ألف دولار على التوالي.
وقال القاضي وقتها: “صغر سن الطفل لا يمنحه الحصانة من فرض العقوبة”.
ويعاني أحمد من اضطرابات نفسية وإصابته بتورم دموي يسبب له صداعًا شديدًا وآلامًا حادة، وقد تحولت قضيته إلى قضية دولية، وقالت والدته: “طفل يعني الحجر يبكي عليه، ابني يريدني، يتشبث بالزجاج أثناء الزيارة، وأقول له يا ليتني أستطيع أن أخرجك من الزجاج. صرت أحضنه في الهواء وهو يبكي، والجنود يستفزوننا لأقصى حد ويصرخون فينا كي نغادر أنا ووالده”.
اليوم بالذات، الثالث عشر من نيسان، أحمد بحاجة إليكم أكثر من أي وقت مضى، إنه اليوم الذي ستتم فيه عملية استئناف الحكم، ومهما يكن الحكم الصادر، فإن أحمد صار قصةً لن تُنسى مع الوقت.