القدس والأبطال.. القدس والخونة.. القدس شعار البطولة وعار الخيانة

د. خضر محجز | غزة – فلسطين

في 27 رجب عام 583 ه/1187م، حرر صلاح الدين القدس من الاحتلال الصليبي، بعد احتلال دام إحدى وتسعين سنة.

بعد 44 سنة أعاد تسليمها للصليبيين حفيده الصالح إسماعيل، في تحالفٍ بين الكلب والخنزير، لحرب حاكم مصر نجم الدين أيوب، في جمادى الأولى من العام  627 هـ/مارس 1229م

ورداً على ذلك أعلن سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام، انحيازه إلى ملك مصر، وطالبه بتحرير القدس مرة أخرى، وانضم المصريون إلى ذلك وطالبوا السلطان بشن الحرب.

جهز ملك مصر حملة عسكرية انطلقت إلى غزة، وهناك انضمت إليها مجموعات مصرية أخرى. وفي المقابل، قام ملك دمشق الخائن بتجهيز  حملة مضادة يرافقها الصليبيون، وانضمت إليها في الطريق مجموعات أخرى.

كانت قيادة الحملة الشامية موكولة إلى الصليبيين، وقد رفعوا الصلبان فوق رؤوس عساكر السلطان الدمشقي الخائن. ثم دارت بين الفريقين معركة هائلة، استمرت يومين كاملين؛ أنزل الله في نهايتهما نصره على عباده المؤمنين. ووضع الجيش المصري سيفه في رقاب الخونة والصليبيين، وأسروا قائد الحملة الصليبي. وقد قدر عدد القتلى في تلك المعركة بأكثر من ثلاثين ألفاً. وقد كانت هذه من أكبر الكوارث التي حلت بالصليبيين، بعد حطين، حتى سميت “حطين الثانية”. وعلى إثر هذه الموقعة استولى ملك مصر، الصالح نجم الدين أيوب، على القدس، وحررها مرة أخرى، كما استولى على سواحل فلسطين، وغيرها.

وبرز في هذه المعركة نجم القائدين المستقبليين ركن الدين بيبرس وسيف الدين قطز.

فما أشبه خونة اليوم بخونة البارحة. ولا حول ولا قوة إلا بالله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى