المطران عطا الله حنا: نرفض تحويل الأعياد الدينية مطية لنشر الكراهية والعنصرية

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في حديث اذاعي بأننا نرفض رفضا قاطعا واكيدا ما تخطط له الجماعات التي تطلق على نفسها (جماعات الهيكل) من مخطط هادف لذبح ما يسمى (بالقربان الفصحي) داخل باحات المسجد الاقصى.
ان تصرفا استفزازيا كهذا من شأنه ان يؤجج الاوضاع وان يكون سببا في صب الزيت على النار المحترقة اصلا ، ونحن نرفض هذه التعديات والاستفزازات الخطيرة.
يحق لليهود ان يحتفلوا بفصحهم ولكن ليس بهذه الطريقة الاستفزازية وان يحولوا عيدهم الى كراهية وعداء واستفزازا للفلسطينيين في مقدساتهم واعيادهم.
ففي الوقت الذي فيه يصوم المسلمون شهر رمضان ويعتكفون في الاقصى فإن الكنائس المسيحية كلها تستعد لاستقبال عيد القيامة المجيد.
ان هذه المدينة ليست ملكا لليهود ولا يحق لهم ان يفرضوا فيها اجنداتهم وان يقوموا باستفزاز الفلسطينيين في اقدس ايامهم واماكنهم الدينية فهذه المدينة هي مدينة مقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث ، ويحق للمسلمين والمسيحيين ان يقيموا شعائرهم الدينية وان يحتفلوا باعيادهم دون ان يستفزهم احد ودون ان يسيء اليهم احد ، ونحن نرفض ان تتحول الاعياد الدينية الى اداة سياسية لفرض الهيمنة والسيطرة الاحتلالية في مدينة القدس.
ان خطوة المتطرفين المستوطنين التي يحضرون لها يوم الجمعة القادم انما هي في غاية الخطورة فهذا ليس احتفالا فصحيا كما يدعون بل هو عمل عدائي فيه الكثير من الكراهية والعنصرية التي لا يمكن قبولها بأي شكل من الاشكال.
ان التنوع والتعددية الدينية القائمة في القدس لا يجوز ان تتحول الى كراهية وعنصرية واستفزاز وتطاول على الاخرين ومقدساتهم وحريتهم الدينية.
نعتبر بأنه يحق لكل انسان مؤمن ايا كان دينه ان يمارس شعائره وطقوسه بحرية ولكن بدون ان يستفز الاخرين وبدون ان تتحول ممارسات وطقوس من هذا النوع الى تطاول وكراهية تجاه الاخرين.
ان ما يخطط له هؤلاء المستوطنين هو خطير للغاية وهو امر مستفز للمسلمين والمسيحيين على السواء الذين يصومون ويستعدون لاستقبالهم اعيادهم ومناسباتهم الدينية.
يبدو ان السلطات الاحتلالية هي ممعنة في سياساتها الظالمة بحقنا كفلسطينيين وتسعى عبر ادواتها الى تحويل الصراع وكأنه صراع ديني بين الاديان في حين ان الصراع ليس صراعا دينيا بل هو صراع ما بين مالك الحق وفاقده فالاديان يمكنها ان تتفاعل وان يتعاون المنتمين اليها خدمة للانسانية وترسيخا للقيم المشتركة والتسامح والتلاقي بين ابناء الاسرة البشرية الواحدة.
اما عندنا هنا فالاحتلال يسعى عبر ادواته المعروفة والغير المعروفة لتحويل الصراع الى صراع ديني وهذا امر مرفوض وفي غاية الخطورة.
اننا نعرب عن شجبنا واستنكارنا لاي استفزاز وعمل عدائي قد يقدم عليه هؤلاء المستوطنين المتطرفين بمناسبة الفصح اليهودي ونؤكد بأننا كفلسطينيين لن نستسلم امام السياسات العنصرية الاحتلالية الهمجية التي تستفزنا وتسيء الينا وخاصة في اعيادنا ومناسباتنا الدينية كما وفي كل الايام وفي كل المناسبات وفي كل الاماكن في القدس واحيائها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى