مؤسسة سيدة الأرض ووحدة النضال الشعبي العربي
د. كريمة الحفناوي | كاتبة ومناضلة مصرية وعضو في الحزب الاشتراكي المصري
“خيار المقاومة الشعبية هو الأساس للتصدي لمخططات الاحتلال ومقاومة الكيان الصهيوني الاستعماري الاستيطاني، ولا بد من التشاور والتنسيق مع كافة القوى الوطنية لتطوير أشكال وأساليب المقاومة الشعبية”.
بهذه الكلمات المعبرة عن استمرار شعلة النضال الفلسطيني بدأت الجلسة بين المقاومين الفلسطينيين من كتاب ومفكرين ومثقفين أعضاء ” مؤسسة سيدة الأرض الفلسطينية “، من وفد يتكون من 20 عضو وعضوة مع عضو مجلس النواب المصري عاطف مغاوري ودكتورة كريمة الحفناوي عضو الحزب الاشتراكي المصري وعضو الجبهة الوطنية لنساء مصر والكاتب والمفكر اللبناني فرحان صالح في يوم الأربعاء 26 يناير 2022، تلك الكلمات والمشاعر الفياضة أحالت برودة الجو القارسة والشديدة إلى دفء سرى في أوصالنا وأشعل الجلسة بالحماس وتبادل الأفكار والخبرات، وبعد حوار ونقاش استمر لأكثر من ساعتين انتهت الجلسة إلى أهمية التنسيق بين كل اللجان المدافعة عن قضيتنا المحورية والمركزية (القضية الفلسطينية) في كل بلداننا العربية وفى مقدمتها اللجان الشعبية التي تعمل على ترسيخ قيم الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية بين جميع المواطنين وتعمل على مواجهة التطبيع مع الكيان العنصري الصهيوني.
وأوضح أعضاء الوفد الذي ترأسه الدكتور كمال الحسيني المدير التنفيذي لمؤسسة سيدة الأرض التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني من إرهاب منظم من قبل المستوطنين على الفلسطينيين وعلى منازلهم وأراضيهم وزراعتهم ومقدساتهم مؤكدين على خيار المقاومة الشعبية وعلى أهمية تطوير أشكال وأساليب المقاومة الشعبية.
ولقد أكدنا من جانبنا على أهمية الدور الهام الذي تقوم به مؤسسة سيدة الأرض الفلسطينية في الحفاظ على التراث الفلسطيني والهوية الوطنية الفلسطينية والتحرك في كافة المحافل العربية الدولية وفى اليونسكو لإدانة ممارسات وسياسات الاحتلال التي تستهدف النيل من التراث الوطني الذي يضرب جذوره عميقا في رواية وذاكرة التاريخ.
ولقد تناولت السيدة امتياز أبو عواد (عضو المؤسسة ومصممة ثوب الأرض الفلسطيني) الحديث وقالت: ” إننا مطالبون بإعادة الاعتبار للثوب الفلسطيني وللتراث والفلكلور الفلسطيني وحمايته من مخاطر التهويد وكافة المشاريع المشبوهة التي تحاول النيل من ذاكرتنا الجماعية وسرقة تراثنا الشعبي ، ولقد أطلقنا في أغسطس 2021 (الثوب الفلسطيني) وهو يجمع تاريخ الزى الفلسطيني ثوب ملوك المملكة الكنعانية “، وأضاف دكتور كمال الحسيني: ” إن هذا التزوير الذى يقوم به المحتل بالنسبة للثوب وللعديد من الأشياء ومنها الأكلات الشعبية الفلسطينية والأغاني والرقصات الفلكلورية لن تغير شيئا من الحقيقة ، إن الثوب الذى توارثناه جيلا بعد جيل هو تجسيد لروايتنا الخالدة ولتراثنا “.
ويجدر الإشارة إلى أن مؤسسة سيدة الأرض تأسست عام 2009 ومقرها مدينة القدس ، وتهدف لتطوير العلاقات بين أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل وفى الشتات ، كما تعمل على بناء جسور التواصل مع الشعوب الداعمة للحق الفلسطيني ، وتعتبر المؤسسة إحدى المؤسسات التي تسمو وتتألق بعظمة أصحابها وتفانيهم بالعطاء والعمل المؤسس على رؤية وطنية وقومية وإنسانية.
وتقوم مؤسسة سيدة الأرض كل عام بتكريم شخصيات فلسطينية وعربية وأجنبية لها بصمة إيجابية في خدمة القضية الفلسطينية في مختلف المجالات الفكرية والثقافية والفنية والإعلامية والعلمية والبحثية والنضالية والتضامنية ، وتختار في كل عام شعار للتكريم ، وتحت شعار القدس عاصمة فلسطين كرمت المؤسسة عام 2017 الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو لمناصرته للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ، وفى عام 2020 كان الشعار قضية أحرار العالم.
وفى الخامس والعشرين من يناير هذا العام 2022 كرمت المؤسسة عددا من الشخصيات المصرية التي لها دور في دعم القضية الفلسطينية منها المهندس أحمد بهاء شعبان رئيس الحزب الاشتراكي المصري والفنان محمد صبحى ، والفنان سامح الصريطى، وعضو مجلس النواب عاطف مغاورى ، وحياة الشيمي عضو الحملة المصرية لمقاطعة إسرائيل BDS وعضو الجبهة الوطنية لنساء مصر ، والدكتورة كريمة الحفناوي عضو الحزب الاشتراكي المصري وعضو الجبهة الوطنية لنساء مصر ، والدكتورة نعيمة أبو مصطفى الصحفية وعضو الجبهة الوطنية لنساء مصر، والفنان أحمد بدير ، كما تم تكريم عدد من الشخصيات الفلسطينية المقيمة على أرض مصر ولها دور بارز في الدفاع عن القضية الفلسطينية ، وعن التراث الفلسطيني.
ولقد التقى عدد من أعضاء الوفد بعدد من القوى الوطنية المصرية لتوطيد أواصر المحبة وبناء جسور النضال مع الشعوب المساندة لحقوق الشعب الفلسطيني.
كل التحية لمؤسسة سيدة الأرض الفلسطينية وكل التقدير لدورها الهام في الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية.
المجد والخلود للشهداء والنصر للمقاومة والحرية للأسرى في سجون الاحتلال والبقاء للشعوب والزوال للاستعمار الاستيطاني الصهيوني ، والخزي والعار للمطبعين.