الاختزال الشعري في قصائد الشاعر عبد الرزّاق الربيعي
عبد الحسين بريسم | شاعر وناقد عراقي
مدخل
عنكبوت
في بلاد نسج الخوف
على الأعين
ظل العنكبوت
لم نعد نبكي على
من مات
بل
من سيموت
مصدقا على الدال الأول العنوان الاختزال الشعري عند الشاعر عبدالرزاق الربيعي هذه القصيدة التي اكملت المشهد كله شعرا ومعنى وفضاء يخيم عليه الحزن الاني والمستقبلي في في بضع كلمات ولكنها اختزلت حياه كاملة
وهذا ما اريد ان اوصله في هذه المقالة والتي هي امتداد لكتابي الاختزال الشعري الذي صدر عام ٢٠٠٦ عن مطبوعات جريدة الصباح العراقية وتناولت فيه تجارب العديد من الشعراء
والشاعر الربيعي يعيدني الى ذلك العالم لانه شاعر يجيد الاختزال في أغلب قصائده التي اعتقد انا انه يوصل قصيدته بأقل الكلمات وتسع فضاءات مفتوحة (عنكبوت، خوف، بكاء، موت)؛ كل هذه الإشارات تجتمع في نص واحد ياخذ كل الدلالات ويختزل الحياه
عنكبوت
في بلاد نسج الخوف
على الاعين
ظلّ العنكبوت
لم نعد نبكي على
من مات
بل
من سيموت
أحفاد السندباد
حين اهترأت
الواح سفينتنا المعطوبةِ
واسودّ الأفقُ
لملمنا أدمعنا
ورسائل من غرقوا
وتساءلنا:
-أنزلنا بلدان؟
أم أشعلنا
في الليل مواقدنا
فوق ظهور الحيتان؟
مفاتيح
تتشاجرُ المفاتيحُ
في جيبي
مفتاحُ الشقّة ِ
مع مفتاحِ صندوقِ البريدِ
مفتاحُ الغرفةِ
مع مفتاحِ دولابِ الهواءِ
مفتاحُ المكتب ِ
معَ مفتاحِ الجنّة ِ
ويكون أن أهدّيء الموقفَ
أوزّعُ مفاتيحي
على جيوبِ الذاكرةِ المثقوبةِ
فأبيتُ
خارجَ
بيتِ العالم
دولاب
ذكراكِ المعلّقة
في دولابك
وحائط أحزاني
من ينزلها
من عليائها
سوى يدك
التي اورقت
في الغياب؟
قلت ان الشعر الان هو اختزال لحياه ومشهد جامع بكلمات وحسب ما يحتاجه التي من صياغه كلمات وبما ان العالم الان هو افتراضي امثر مما هو واقعي للتطور الحاصل في عالم النت العالم الأزرق فأن الشعر لابد له ان ياخذ وعاء الزمن التسارع والتفاهم معه حتى يكون هو ايضا متحرك وقابل للمنافسه
وهذا ما عمل عليه الربيعي في قصائده المذكورة اعلاه مختزلا الكثير من الزائد عن حاجة النص
بما ان الشاعر عبدالرزاق الربيعي قد مسك رمانتين في يد واحدة الشعر والاعلام فإنه قد إفادة من الثاتي الى الأول وبالعكس لان صناعه الخبر تحتاج مهارة في صياغته فأن القصيدة ايضا تحتاج صانع أمهر حتى يوصلها عذراء قابله للحياه في مستقبل المشهد الشعري
وهنا نرفق قصائد قصيرة للشاعر عبد الرزاق الربيعي اجزم انها تمثل نماذج للاختزال الشعري الذي عملت عليه في مقالات أخرى وفي هذا المقال أيضا
اقتحــــــــــــــام
كانت تحلمُ
بالزوجِ الطيّبِ
يأتيها بالخبزِ
بزيتِ الطبخِ
وبالولدِ الشاطرْ
كانت تحلمُ…….
لكن جاء إليها
يحملُ أنباءَ الغيبِ
قرونَ الشمسِ
ووهجَ النجمِ
شظايا الغيمِ الماطرْ
واخيبتها!!!
اقتحمَ الحلمَ
عليها شاعرْ
///
مبني للمجهول
فوق رموش الطين
كتب الانسان الاول:
ان كان الحاضر( سين)
بماذا نرمز للمستقبل؟
///
البوم النسيان
كمسلة حمورابي
أمسحها بندى أهدابي
وابث الى حجر ديوريت الاسود ما بي
أتأمّلها بخشوع صلاة العيد الاكبر
احذف من جدران اللوفر
أغبرة الازمان
اتامل..
احذف
ألمس..
صورتك المحفوظة
في البوم النسيان
///
قلــــــــــعة
في ( الرستاقِ ) نهارٌ أحمر
مفتولُ العضلاتِ
يُجفّفُ أضلاعَه
تحت عمودِ النور
وأبنيةٌ صفراء
كوجهِ الرملِ
قلاعٌ تعلكُ في الليلِ
حكايةَ امرأةٍبدويّة
قيل : أحبّت نهرًا
طارحها الأشواقَ
فأعطتْه مفاتيحَ القلبِ
وحين افتُضح الحبُّ
تداول أعيانُ ( الرستاقِ )
– نقصُّ ضفيرتها ؟
– ندفنُها حيّة ؟
– نتركها
تتزوجُ صمتَ الحيطانِ الأسمنتيّة؟
………………………………….
………………………………….
بعد سنينٍ
أقلعتِ السفنُ الحربيّة
أسفرَ صبحُ قلاع ( الرستاقْ )
ومازالت خلف الحيطانِ
تسيلُ دموعُ ضفيرةِامرأةٍ
طارحتِ النهرَ الأشواقْ
طفــــــــــــــــــل
ابعدي عن ثديك العاوي
كتابَ الطفلِ
فالأحزانُ ما زالت على أوّلها
والموتُ ما زال على أوّلهِ
والحلمةُ الحمراءُ
مازالت
على خضرتِها
والطفلُ
مازالَ
على الغيمةِ يحبو