أرِيدُ الوَصْلَ.. شَوْقِي هَبَّ نارًا

‏تركي عامر‏ | فلسطين

صَباحُ الخَيْرِ! فِي فَمِيَ ابْتِهالُ:

أقِمْها الآنَ! فَلْيَأْتِ الزَّوالُ!

///

فَهٰذِي الأرْضُ يَنْهَشُها وَباءٌ،

وَنَحْنُ وَبالُها بِئْسَ الوَبالُ!

///

أَلا ٱنْفُخْ فِي بَسِيطَتَنا حَياةً!،

جَمِيلٌ أنْتَ مِهْنَتُكَ الجَمالُ

///

وَأمّا بَعْدُ يا مَلِكًا تَعالَى،

إلَيْكَ قَصِيدَةً.. حِبْرِي حَلالُ

///

مُعَلَّقَةً أَدِمْها يا إلٰهِي،

بِخَيْطٍ شَفَّ يَجْهَلُهُ العِيالُ

///

إذا قِرْدًا رَآها النّاسُ حَسْبِي،

بِعَيْنِ الأمِّ كُنْيَتُها غَزالُ

///

قَدِيمًا كانَ يُشْغِلُنِي سُؤالٌ:

لِماذا الأرْضُ يُشْعِلُها اقْتِتالُ؟

///

عَلَى لا شَيْءَ نُقْتَلُ كُلَّ يَوْمٍ،

وَبِٱسْمِ اللهِ يَضْطَّرِمُ القِتالُ

///

وَيُتَّهَمُ الصَّلِيبُ هُناكَ، أمّا

هُنا.. فَنَراهُ يُتَّهَمُ الهِلالُ

///

إِلٰهُ الحَرْبِ داهِيَةٌ مُقِيمٌ،

إِلٰهُ الحُبِّ داعِيةٌ مُقالُ

///

قَدِيمًا قُلْتُ شاغَلَنِي سُؤالٌ،

وَهٰذا اليَوْمَ غادَرَنِي السُّؤالُ

///

فَشَيْخُ الوَقْتِ عَلَّمَنِي أخيرًا:

رِضاءُ النّاسِ يا وَلَدِي مُحالُ

///

وَعَلَّمَنِي كَلامًا لَيْسَ يُنْسَى:

سَواهِي الوَجْهِ تَفْضَحُها الفِعالُ

///

إذا أحْسَنْتَ تُلْحَقُ بِالدَّواهِي،

إذا أخْطَأْتَ تَلْحَقُكَ النِّعالُ

///

وَلٰكِنْ لا عَلَيْكَ!، يَقُولُ شَيْخِي،

تَراكَ الرِّيحُ طَوْدًا لا يُطالُ

///

بِسَهْلٍ صارَ مُمْتَنِعًا تُغَنِّي،

وَهٰذا السَّهْلُ تَغْبِطُهُ الجِبالُ

///

تُحاصِرُكَ الجِبالُ بِلا فِكاكٍ،

إلى الصَّحْراءِ تَأْخُذُكَ الرِّحالُ

///

هُناكَ تَراكَ مُعْتَقَلًا وَتَبْكِي،

تَرَى الغِزْلانَ يَنْفَلِتُ العِقالُ

///

رَأَيْتَ غَزالَةً فُجُنِنْتَ حُبًّا:

جَمالٌ كادَ يَلْبَسُهُ الكَمالُ

///

كَأَنَّ اللهَ فِي صُنْعٍ تَأَنَّى،

فَجاءَتْ مِثْلَما شَطَحَ الخَيالُ

///

خَيالُكَ يُسْتَبَى وَعَلَيْكَ يُغْمَى،

إلى مَأْوًى كَمُنْتَجَعٍ تُحالُ

///

كَحُورِ العِينِ تَحْسَبُها وَتَهٔذِي:

إلٰهِي لَيْسَ عِنْدِي ما يُقالُ

///

وَلٰكِنْ قَدْ تُجادِلُ دُونَ وَعْيٍ:

لِماذا القَلْبُ يَسْكُنُهُ اشْتِعالُ؟

///

كَأَنِّي لَمْ أَرَ ٱمْرَأَةً.. أراها،

مَلاكًا لا يُنَغِّصُها اعْتِلالُ

///

لِماذا القَلْبُ يَرْقُصُ حِينَ تَخْطُو،

وَهٰذا العَقْلُ يَسْرِقُهُ اخْتِلالُ؟

///

أرِيدُ الوَصْلَ.. شَوْقِي هَبَّ نارًا،

وَنارُ الشَّوْقِ يُطْفِئُها الوِصالُ.

///

أعِشْقٌ لِلْجَمالِ؟، سَألْتُ رَبِّي،

أحُبٌّ؟، أمْ يُحاصِرُنِي احْتِلالُ؟

///

فَأَدَّبَنِي: سُكُوتَكَ فَلْتُعِرْنا!،

هُنا الأشْياءُ يَحْرِقُها المَقالُ

///

ألا اهْدَأْ هاكَ فاتِنَةً تَعالَتْ،

إذا نَزَلَتْ تُطارِدُها النِّبالُ

///

بِتَذْكِرَةٍ إلى الفِرْدَوْسِ فُزْتُمْ،

تَهانِينَا.. وَيُخْتَتَمُ الجِدالُ

///

وَأَنْتِ الآنَ مُلْهِمَتِي تَعالَيْ!،

لَكِ الأشْعارُ خاشِعَةً تُقالُ

///

رَأَتْكِ العَيْنُ فَٱنْكَفَأَتْ تُصَلِّي،

وَقامَ القَلْبُ: ذا سِحْرٌ حَلالُ

///

إلَيْكِ الحِبْرُ يَرْجِعُ كُلَّ سَطْرٍ،

كَأَنَّكِ مَوْئِلٌ.. أنْتُ المَآلُ

///

تُرَى هَلْ زارَ مَحْبَرَتِي نَبِيٌّ؟،

أرَى نُورًا أتَى.. أيْنَ الظِّلالُ؟

///

سِواكِ العَيْنُ ما عَشِقَتْ جَمالًا،

وَعَيْنُ القَلْبِ يَخْطَفُها الجَمالُ

///

وَرَغْمَ العُمْرِ سَيِّدَتِي أُغَنِّي:

جَمالُكِ مُسْتَحِيلًا لا يَزالُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى