العازف الشَّريد
د. محروس بريك | شاعر وأكاديمي مصري
هجَر العازفُ الشريدُ كَمَانَهْ
وقضى الليلَ ناشرًا أحزانَهْ
***
شاردٌ يغزل الحنانَ رداءً
يُطعم الصمتَ دمعَهُ وحنانَه
***
ورَدَ النبعَ .. والقوافي بكاءٌ
الليالي قد مزّقتْ ألحانَهْ
***
هادئٌ والفؤادُ مارَ اضطرابًا
مثل ليثٍ مُطاردًا غِزلانَهْ
***
رُبّ قلبٍ يصيح في الليلِ (ليلى)
ثم أضحى قد أنكرتْ خَفَقانَهْ
***
ضَجّةُ الآهِ واحتضارُ المعاني
ودموعٌ قد قرَّحَتْ أجفانَهْ
***
وحروفٌ قد أغرقتها حروفٌ
والمجازُ الشَّرُودُ صار حِصانَهْ
***
وخيالٌ قد مرَّ فوق خيالٍ
عانق القلبُ نارَهُ ودُخَانَهْ
***
يتمنّى، والليلُ ذئبُ الأمانيْ
ليت هذا الزمانَ كان زمانَهْ
***
أنت يا شعرُ عابرٌ في عروقي
صرتَ للقلب قلبَهُ ولسانَهْ
***
إن كبا الصمتُ في الدجى وتمطّى
أطلقَ اليأسُ في القلوبِ عِنانَهْ
***
فارْوِ يا شعرُ لحظةَ الصمتِ حرفًا
عبقريًّا.. وخُذْ أخاه مكانَهْ