في المخيمات
د. أحمد جمعة | القاهرة
شعب الله الطيب المتجرد من الدنيا
الخائفون من المطر
المطر الذي يطارد سكون الرضا
في قلوبهم الراجفة،
يخافون من الهواء المهدد عيونهم
عيونهم التي لا تتخيل مشهدا رومانسيا
لأنه ليس في خيامهم
نوافذ من زجاج
تسيل عليها قطرات المطر،
يحملون الحجارة ليثقلوا بها خيامهم
كي لا يرى الله قلوبهم عارية
من الرجاء،
في المخيمات..
أبناء الله وأحباؤه
الحالمون بوطن ولو من قش
فوق شجرة العمر
مثل عصافير لا تغني في الشتاء،
الباحثون عن موقد
يحرقون فيه أرواحهم
زلفى
لرب المطر،
المرتدون الصبر
كمركب وحيد للنجاة من
سطوة الحياة،
في المخيمات..
أم تلف طفلها بقلبها
وظهرها في العراء يجلده الصقيع،
طفل يقاوم أمّه
ليحمل عن عمرها وجع الضياع،
أم وطفلها
ينقبان في المقالب عن أي بقايا
ينسجان منها خيمة جديدة
تكون لهما
وطنا!