شموس محمّد.. 100 بيت في حُبِّ الرسول عليه وعلى آلهِ السلام

المتوكل طه | فلسطين

أفاضَ عليكِ اللهُ يا أُمَّ مِعْبَدِ
بِضُوءٍ تَجلَّى من شُموسِ مُحَمَّدِ

|||
هو العاقِبُ المحفودُ والحاشِرُ الذي
سيبقى أجلَّ الناسِ في كلِّ مَرْصَدِ

|||
تغنَّوا بأطلالٍ، فما لي وخولةٍ
إذا ما رأوها في منازلِ ثَهْمَدِ؟!

|||
وهاموا بأظعانٍ فما لي وبَيْنِها
إذا يمَّمتْ ركبانُها صوبَ ضَرْغَدِ؟!

|||
أحاولُ قولاً يُظْهِرُ الحُسْنَ كلَّه
ونوراً لِمَنْ ضَلَّ السبيلَ، ليهتدي

|||
وأجمعُ ما قال المديحُ لِسَيِّدٍ
هو المُفْرَدُ الوَضَّاءُ إنْ قِيلَ سيِّدي

|||
هو الوَضَحُ المَنشورُ في طالعِ السَما
وساطعُ بَرْقٍ في خَطِيرٍ مُسَوَّدِ

|||
فأرْجِعُ محسورَ الجفونِ مُسهَّداً،
ومَنْ يطلبِ الأفلاكَ يوماً يُسَهَّدِ

|||
أحاولُ، لكنَّ الكبائرَ في دَمي
تقولُ لِيَ ارجِعْ، أنتَ مَنْ كانَ مُفْسِدي

|||
أتمدَحُ خيرَ الخَلْقِ؟ ذنبُكَ لم يزل
يُصَوِّحُ إسْرافاً، وخَطْوُكَ يعتدي..

|||
إذا شئتَ قُرْباً فاسْلُكِ الدَرْبَ تائِباً
ومَنْ يَلتَمِسْ هَديَ المُحِبِّينَ يَرْشُدِ

|||
يَدُقُّ شبابيكَ الهُداةِ ويرتجي
قَبولاً، ويمشي للسَّحابِ، ويفتدي

|||
ويجأرُ؛ إنّي عُدْتُ يا رَبِّ مُسْلِماً
لوَجْهِكَ فاشْبُكْ حَبْلَ عَرْشِكَ في يدي

|||
أُحِبُّ رسولي، فافتحِ البابَ واسعاً
كما وَسَعَت كفَّاكَ دَمْعَ تَوَدُّدي

|||
وَهَبْني حُروفاً كي أُتمِّمَ جُمْلةً
تليقُ بِمَنْ يُعطي النَشيدَ لِمُنشِدِ

|||
محمدُ صوتُ النورِ مُذْ أُنْطِقَ الورى
وصيحةُ نارِ الحقِّ في كلِّ مَوقِدِ

|||
هو القُطْبُ، والغَوْثُ الجوادُ، ورَحْمةٌ
من اللهِ مُهْداةٌ إلى كلِّ مَعْهَدِ

|||
يُشاطِرُ في جُوعِ المساءاتِ خُبْزَه
لِيغفوَ ذو جَفْنٍ حَرُورٍ مُخَدَّدِ

|||
ويشربُ من ينبوعِهِ الثَّرِ ظامئٌ
لتُمرِعَ أعذاقُ النَخيلِ الزُمُرُّدِ

|||
وأدَّبَهُ ربُّ البريِّةِ حافِظاً
فأخلاقُهُ القرآنُ في كلِّ مَقْصِدِ

|||
وقد حَضَرَ الرُّوحُ الأَمينُ مُبيِّناً
وأملى عليه الذِّكْرَ غيرَ مُفَنَّدِ

|||
كتابُ حياةٍ قَيِّمٌ وَمُنَزَّلٌ
لكلِّ قبيلٍ في الزمانِ المُؤَبَّدِ

|||
يُضيءُ سبيلَ السَالكينَ وليلَهم
ويشرحُ صدرَ السائلِ المُتَردِّدِ

|||
ربيعُ قلوبِ العارفينَ بِهَدْيهِ
وحافظُ باسمِ اللهِ كلَّ مُحَسَّدِ

|||
تخلّلَ دهراً أرضَ بَكَّةَ داعياً
ليلقى سفاهاتِ العَتِيِّ المُنَدِّدِ

|||
وأسرعتِ الأحلافُ ترصُدُ حتفَه
بليلٍ أثيمٍ أمسخِ الوجهِ مُزْبِدِ

|||
ولكنّه في عينِ ربٍّ مُهيمنٍ
إذا قال كنْ للشيءِ كانَ بموعدِ

|||
فأَلْحَفَ في بَعْثِ البلاغِ لأهلهِ
ليفترشوا صدرَ النجوم بسؤدَدِ

|||
وسار به زوجٌ وشيخٌ ويافعٌ
لنبلغَ إيوانَ العَليِّ المُمَرَّدِ

|||
ودانت له الأرضُ العصيَّةُ بالرِّضا
وأبْدَلَ صَفْحاً سُمَّ ثأرٍ مُعَقَّدِ

|||
وأشرقتِ الأيامُ طولاً بِعَرْضِها
كأنْ لم تكن فيها مَزاعِمُ أَرْبَدِ

|||
وأضحى غَريبُ الفُرْسِ من أهلِ بيتِهِ،
وعبدٌ مُبَاعٌ.. كالنِّجادِ المُقَلَّدِ

|||
وجادَلَ بالحُسنى وأَمَّن ذِمَّةً
وأبقى على أطيافِ قوسٍ مُعَدَّدِ

|||
وما كان إلَّا الحِصنَ إنْ حَمِيَ الوغى
وظِلَّاً ظليلاً في حَرورٍ وَصَيْهَدِ

|||
أحالَ ظُبا الأسيافِ مِنْجلَ حاصدٍ
به شادَ حُكْماً تاجُه فوقَ فَرْقَدِ

|||
تواضعَ حتى امتازَ جُلُّ صِحابِهِ
فكانَ عظيماً في كِساءِ مُجَنَّدِ

|||
ونادى بتشريعِ النوافذِ كُلَّما
يَهُبُّ جديدٌ في الأصيلِ المُجَدِّدِ

|||
بشيرٌ ومَصْدوقٌ، أمينٌ مُطَهَّرٌ،
وعبدٌ لغيرِ اللهِ لم يَتعَبَّدِ

|||
مقاصدُهُ البيضاءُ سُورُ مَناعَةٍ
لِنّفْسٍ وعَقْلٍ راجِحٍ لم يُبَدِّدِ

|||
لقد جاءَ والدُنيا عَـثارٌ وفتنةٌ
فأضحتْ أَموناً ذاتَ سقفٍ مُعَمَّدِ

|||
وقد وَأَدوا في عَوْسَجِ الرَملِ دُّرَّةً
فعادت حليباً في قَشيبٍ مُمَهَّدِ

|||
وهل سمعوا إلا الصليلَ جهالةً
فصار هَديلاً في فضاءٍ مُغَرِّدِ

|||
وأضحت لربَّاتِ الحِجالِ عُروشُها
على طُهْرِ مولودٍ وأرحَمِ والِدِ

|||
هو الوقدةُ العذراءُ في صدرِ شاعرٍ
وشهقةُ ليلِ الناسكِ المُتَعبِّدِ

|||
هو السُكَّرُ المنثورُ في بَهجةِ الضُّحى
وأُنشودةُ الطفلِ البريء المُقَنَّدِ

|||
هو الفَرحُ الآتي وراءَ سحابةٍ
تُظلِّلُ شيخاً ظَهرُه لم يُسَنَّدِ

|||
هو الرحمةُ المُزجاةُ من فَمِ جَدَّةٍ
تُهدْهِدُها عَشراً بكلِّ تَودُّدِ

|||
بعيداً عن الألوانِ والشكلِ والهوى
وأبعَد عَمَّن شاكَ زَهراً بِغَرْقَدِ

|||
هو الوَهَجُ الفيَّاضُ من فوقِ غاربٍ
به تُشْرِقُ الآمادُ في كلِّ سَرمدِ

|||
لهُ رِفْعةٌ حتى تخطَّى وقد رأى
وقيلَ تراءى للضياءِ المُغَمَّدِ

|||
يسيرُ بلا ظلٍّ وفيهِ مآذنٌ
لشكوى بعيرٍ في العذاباتِ مُجهَدِ

|||
حبيبي الذي أشتاقُ؛ قِبْلةُ روحِنا
وقنديلُ بيتِ العارفِ المُتَجَرِّدِ

|||
رسولي الذي أعطى الجناحَ فضاءَه
أزاحَ قيودَ الوَهْمِ عن أُمِّ أَسوَدِ

|||
وقد أخذَ الدُنيا بِلُطْفِ فِعالِه
وما حازها يوماً بحدِّ المُهنَّدِ

|||
ولكنَّ مَنْ يظلِمْ يُقابَلْ بنارِه
فبُعداً لقومٍ عيشُهم في التّهَدُّدِ

|||
رسالتُه؛ أَحْبِبْ، ولا فَرقَ، أعطِ ما
لديكَ من الدَّرِّ المُرَنَّقِ.. لِلصَّدِي

|||
ومالي بأيامٍ تجيءُ وتنقضي
إذا لم يكن ذِكْرُ المُطَهَّرِ في الغَدِ

|||
وأطمعُ في رَكْبِ النبيِّ بِمَطْرَحٍ
لأُدْرِكَـهُ يومَ السِباقِ بِأَجْوَدِ

|||
نبوءةُ موسى حين كَلَّمَ ربَّه
وترنيمةُ الأوَّابِ والطيرُ تَغْتَدي

|||
ودعوةُ إبراهيمَ مَنْ صدَّقَ الرُّؤى
وسبحانَ مَن في النارِ لم يترَمَّدِ

|||
بشارةُ عيسى والبشائرُ تُرتَجى
وأصحابُهُ في كلِّ فَجٍّ مُلَبَّدِ

|||
ونادى عليهم باسمهِم في كتابِه
وأنتَ المُنادى بالنبيِّ المؤيَّدِ

|||
إذا دَفَّ حَرفٌ من شِفاهِكَ لم يزلْ
يقودُ خُطى النجماتِ للمُتَأًوِّدِ

|||
تقولُ “خذوا عنّي” ولكنَّ زُمرةً
أدارت له ظَهْرَ المِجَنِّ المُسَرَّدِ

|||
وقلتَ “اعملوا” ماذا عملنا، فأُمَّتي
تُساقُ قطيعاً من لِجامٍ لمِذوَدِ

|||
وما مِن حدودٍ فالمحارِمُ جُرِّدَت
وما مِن كِرامٍ فالمَذَلَّةُ مَقعَدي

|||
وبيَّنتَ للناسِ السبيلَ وليتَنا
نسيرُ بِحَقٍّ للأَمامِ المُعَبَّدِ

|||
ولو أنَّ فينا راشداً ومُطَهَّراً
وحَقّكَ لَم أحفلْ متى قامَ عُوَّدي

|||
كأنّكَ قلبٌ والخلائقُ جِرْمُه
فَشَرْعُكَ نبضُ العالَمِ المُتَجَسِّدِ

|||
وأعطاكَ ما لم يُعطِ قَبْلَكَ مُرسَلاً
وخَصَّكَ بالحَوْضِ النَّميرِ المُخَلَّدِ

|||
لأَنْتَ تمامُ الآيتين وبَدْرُها
ودفءُ غِطائي في العراءِ ومسْنَدي

|||
يرى حُسْنَك الفوّاحَ مَن مَرَّ في الدُّجى
ولو كان ذا طَرْفٍ عَمِيٍّ مُرَمَّدِ

|||
وصَمْتُكَ أعلى من غِناءِ مُجَوِّدٍ
ورعدةِ غاباتٍ وصرخَةِ مَولِدِ

|||
وحزنُكَ ما قالَ الحريرُ لجَمْرَةٍ
ودمعةُ رُمَّانٍ على خَدِّ أَمْرَدِ

|||
وصوتُكَ نايٌ في البُرُوقِ مُسافرٌ
ولم يحتجِبْ صوتُ السماءِ.. ليبتَدي

|||
وكفُّكَ نَهرٌ سالَ في كلِّ مَسْرَبٍ
وما طابَ في بَطنِ المُحيطِ المُجَعَّدِ

|||
سيبقى فؤادي نابضاً باسمِ أحمدٍ
وإنْ حاصروه بالحديدِ المُصَفَّدِ

|||
وتبقى تسابيحُ الأنامِ إلى المدى
تفيضُ بأنوارِ السلامِ المُرَدَّدِ

|||
وسيمٌ قسيمٌ أبلجُ الوجهِ أحوَرٌ
وقورٌ بهيٌّ أكحلٌ دون مِرْوَدِ

|||
أَحبُّ إلينا من هواءِ نفوسِنا
وأغلى لدينا من عَقيقٍ وعَسْجَدِ

|||
يُسارِقُ منهُ العِطرُ نَشْرَ شَميمِهِ
وتغبطُ كُحلَ العينِ أحجارُ إثْمدِ

|||
وقد بشَّروا كلَّ القرونِ بِوَصْفِهِ
فَجاؤوا على نَهجِ النّبيِّ المُسَدَّدِ

|||
أنارَ جَبينَ المُرْسَلينَ بِسِرِّهِ
وأعلى بليغَ القَوْلِ في كلِّ مِرْبَدِ

|||
تعطّرَ ثوبُ القدسِ طُرّاً بِمِسْكِهِ
وريحانةُ المعراجِ من خَطْوِهِ النَّدِي

|||
فيا نورَ مَنْ أَمَّ النبيِّينَ خلفَه
بدا عابداً يعلو به أيُّ مَعبَدِ

|||
شقيقُ حنينِ الجذعِ، والوصلُ حادثٌ
فكيفَ إذا اشتاقَ الحَنينُ لمَوعِدِ!

|||
يُظلِّلُه الرحمنُ من فَيْحِ شارِقٍ
ويَحْرسُهُ من كلِّ نابٍ مُعَرْبِدِ

|||
وكان هو الأسماءَ يومَ تنزَّلت
وآدمُ في طَوْرِ البلوغِ المُصَعَّدِ

||||
هو النورُ يسري في الدُهورِ، ودِينُه
لإسعادِ هذا الكونِ في كلِّ مَشهدِ

|||
ومَن يصطَحِبْ هديَ النبيِّ وآلهِ
فليس، وإنْ أمسى وحيداً، بأوحَدِ

|||
وتنجو به القَصواءُ وهو مهاجرٌ
وتَرْقُبُه ورقاءُ غَارٍ مُقَرْمَدِ

|||
وعادَ بفتحٍ أعظمٍ يومَ صَوْمِهِ
ليَعلو بلالٌ بالنِّداءِ المُجَوَّدِ

|||
لطيبةَ حظٌّ عَزَّ في كلِّ رَوضةٍ
فَمِحْرابُ عَبَّادٍ وجَنَّةُ مَرْقَدِ

|||
ومكةُ مَهدُ الوَحيِ والأهلِ والصِّبا
وحُقَّ لها من بيتٍ نورٍ مُشَيَّدِ

|||
وقد طابَ لو عادَ الزمانُ، فربَّما
أراني بِداري أو أُكلِّمُ هُدْهُدي

|||
يُطَيِّرُ مِنّي للرسولِ تحيةً
ويحملني نحوَ السَّقيفِ المُسَنَّدِ

|||
لألثمَ طِيبَاً لا شبيهَ لِضَوْعِهِ
وألمَسَ سُّكَّ الزَعفرانِ المُنَضَّدِ

||||
وأحسبَ أنَّ الرُوحَ رُدَّ لِسانُه
فَأَسْمَعُ تسليمَ الشَفيعِ المُمَدَّدِ

|||
ولمّا يَقُلْ؛ تاهَ المَسِيرُ بأهلهِ
ولكنَّ هذا الشوقَ أهلٌ لِمَسْجِدي

|||
وثمةَ مَنْ نادى.. وضاعَ سُؤالهُ؛
أتدرونَ ما المَسْرى ومعراجُ أَحمدِ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى