عنصري بكى على مُعلِّمه بغاز البصل!
توفيق أبو شومر| فلسطين
ما الذي غيَّره من شخصٍ محتَقرٍ مُضطَهد، إلى عنصريٍّ يمارس الاضطهاد على مخالفيه في العرق والدين؟
هو مهاجرٌ من مدينة فاس المغربية، وصل مع عائلته إلى أرضنا العام 1969 وكان طالباً في الصف السادس الابتدائي، سكنت عائلته في كرفان صغير للمهاجرين، حاول أن يدخل المدرسة في (أرض ميعاده) قُبل في الصف الثالث فقط لأن أصوله شرقية، سفاردية، كانت هذه هي العنصرية الأولى في حياته! كان من الرعيل الأول المؤسِّس لحزب شاس الديني الحريدي، برئاسة أستاذه، عوفاديا يوسيف، المتوفى العام 2013م، حزب شاس السفاردي (الشرقي) أُسس الحزبُ احتجاجا على عنصرية، طائفة الإشكنازيم ذات الأصول الأوروبية واحتقارهم للسفارديم الشرقيين، عَهِد إليه أستاذُهُ عوفاديا أن يكون معلمَ توراة لأبنائه، ثم أصبح عضو كنيست، ووزيراً مرموقاً في عدة وزارات، وزيرَ داخلية، ووزيرَ اقتصاد، ووزير النقب والجليل، ووزير الشؤون الدينية!
وما إن غرَّد تغريداتٍ (شاذة) عن أعراف سياسيي إسرائيل وحاخاماتهم حتى أوقعوه في الفخ!
لأنه قال: «هرتسل لا يمثلني، فهو بعيد عن تقاليدنا الشرقية، السفاردية».
قال أيضاً ما هو أخطر: «العرب إخوة وأولاد عم من أبناء إسماعيل، يجب منحهم الحقوق الكاملة، هم أقرب إلينا من هرتسل وأتباعه».
بعد تصريحاته السابقة، اجتمع به، رئيس الحكومة الأسبق، إسحاق شامير، ورئيس الشاباك، حذره الاثنان من دعوته الخطيرة على إسرائيل (المساواة الكاملة للعرب)!
حتى يكملوا تطويعه ويعيدوه إلى قطيع العنصرية سجنوه بتهمة الاختلاس والرشوة، سنتين كاملتين من العام 2000 – 2002م كذلك شنَّ عليه معلمُه وأستاذه، عوفاديا يوسيف حملة شعواء، قال عنه إنه لصٌ ليمنعه من قيادة حزب شاس، واستنبت له منافساً حزبياً هو، إيلي يشاي!
إنه، أريه مخلوف درعي، زعيم حزب شاس الأصولي الحريدي، كان مسؤولاً في وزارة الداخلية عن ملف منح الجنسيات والإقامات، وجوازات السفر، بعد أن تابَ عن تصريحاته السابقة وحتى يُكفِّر عن خطاياه في حق أساطير إسرائيل قام أريه درعي بأخطر الأدوار في القدس، في التضييق على الفلسطينيين، كما أنه أصبح من أنصار إلغاء جمع شمل العائلات الفلسطينية، بالإضافة لدوره الخطير في مصادرة الممتلكات الفلسطينية، والاستيلاء على المنازل والعقارات، تطبيقاً لشعار: (إسرائيل دولة اليهود فقط).
طالبَ حزبُ شاس في عهده بسحب الجنسيات من الفلسطينيين! هذا التائب عن قول الحق هو اليوم عنصريٌ يسعى لأن يتولى حقيبة وزارة الهجرة والاستيعاب ليُطالب كل مهاجري الاتحاد السوفييتي السابق بأن يثبتوا بأنهم من سلالة يهودية، بوساطة فحص جيناتهم! وهو أيضا مايسترو تهجير وترحيل كل العمال المهاجرين الإفريقيين بالقوة، فقد طالتْ عنصريتُه كلَّ من ليسوا يهوداً!
ومن طرائف ديماغوجيته التضليلية العام 2015 عندما أصبح خليفة الحاخام عوفاديا يوسيف، فإنه أراد شراء أصوات الناخبين الحارديم من أتباع حاخامه السابق، فاستلَّ من جيبه بخفةٍ حبة بصلٍ ليبكي على وقع غاز البصل في عينيه، وهو يردد اسم عوفاديا يوسيف، وكان لا يعلم أنَّ هذا الحدث الذي بثَّتْه القناة الثانية مصوٌر وموثق!
هو اليوم متهمٌ أيضاً بالاختلاس والتهرب من الضرائب، خرج من الكنيست بصفقة، ولكنه سيظل لاعباً رئيساً في ساحة العنصريات الحزبية في إسرائيل!
أخيراً، هل سنظل غائبين عن هذا الملف الخطير الشاذ المُطبَّق في إسرائيل وحدها وهو (فحص الجينات العنصري) ففي كل دول العالم يُستخدم فحص الجينات للوصول إلى المجرمين والجناة، ولا يمكن أن يكون فحص الجينات تذكرةَ سفر مجانية، لاغتصاب حقوق مالكي الأرض الأصليين، وطرد الفلسطينيين من بيوتهم كما ورد في تقرير، أمنستي!.