في حضرة السلطان سعيد بن سلطان البوسعيدي (١٢١٩- ١٢٧٣هج) (١٨٠٤ – ١٨٥٦م)

شعر : هلال السيابي | سفير سابق

 

 عمان العلا، هذي السماء فحلقي
عليها ، وهذا الأفق دانٍ فأشرقي

///

 وسيري مع الشهب المنيرة وانثري
نجومك في عالي المدى وتألقي

///

ولا تتواني يا ابنة المجد – عن مدى
فتاريخك الوضاء منك بموثق

///

 أضاءَ لك الأيامَ غراً زواهياً
و نوٌَرَ وجهَ الشرق منك بمورق

///

لقد رصٌَعَ التاريخُ منك سطورَه
وفيك جرى كالكوثر المتدفق

///

 إذا ما ذكرنا السابقين فاننا
نفاخر اهل الارض منكِ بِسُبٌَق

///

 وما زال منك المجد ينفح ضائعا
بأعطر من عرف الرياض واعبق

///

و ما زالت الأوتار تعزف لحنها
بمؤتلقَ عالي السنا أو ملفق

///

 وأمجَدُ ما يرنو له المجد محتدُُ
تبلٌَجَ من حدٌَيْ كتابٍ وبيرق!

///

وبات يَقُصٌُ الدهرُ قصٌةَ سحرهِ
وليس حديث الدهر يوما بمخلق!

<<>>

عمان العلا والعلم والفضل والإبا
وصرحَ المعالي والنٌجار المُوَثٌق

///

لقد آذنَ المجد المؤثل فانهضي
به نحو أفلاك السماوات واسبقي

///

أعيدي لنا التاريخَ مُنبَلِجَ الضحى
عمان العلا ، فالمجد صنع الموفٌَق

///

صنعتٍ العلا ميمونةً “عمريةً”
كمثل الضحى في نورها المتألق

///

تسيرُ على اسمِ الله غراً جيادُها
وتمرح زهواً بالنجوم وترتقي

///

 يَدوٌِي بآفاق النجوم صهيلُها
ويهفو على سمع الغمام المعلق

///

يجيش بها من خالدٍ وسيوفِهِ
ومن حيدرٍ زهو النٌجار المنمق

///

إذا غضبت فالأرضُ قبضةُ كفٌِها
وان زحَفَت فالأرض ميدانُ فيلق!

///

تعاليتِ من قبلِ ابنِ فهمٍ بأعصرٍ
طوالٍ ، وحزت المجد غير مُفَرٌق

///

وأكرمت راياتِ الرٌَسول وصُنتِها
وقلتِ لعمروٍ : أنتَ تاجُُ بمفرقي

///

وذلك حق، فهو من جاء بالهدى
وإن بات في “صفٌِين “غير موفٌق

///

وفي موكب الصديق سرت كريمة
و حييت منه وجه أكرم معرق

///

وقبٌَلتِ عرنين الخلائف بعده
وصاحبت منهم كل أروع متقي

///

ولكن أبيت الأمر مع كل مٌترَفٍ
فلستِ لغيرِ الأكرمين بمرفق

///

وجئت بأسد الروع من “آل معول

بن شمسٍ” ذوي المجد الأثيل المعتق

///

فساروا بأمر المجد أسداً كواسراً
على كل هام بالطعان مفلق

///

وأعقبتِهِم “باليحمديين” قادة
كشهب السما في ضوئها المتألق

///

على “بيضةِ الإسلام “طالت جيادهم
كتلك التي صالت “ببدر وخندق “

///

وإن أنسَ لا أنسى “اليعاربة” الألى
هم طوٌَقوا الدنيا بخيرِ مُطوٌق

///

وأضحتْ عمانُُ منهم كالضٌحى سناً
وكالنهر في تيٌاره المتدفق

///

سروا ونجوم الليل تحمي ركابهم
وذكرهم مثل العبير المفتٌق

///

إلى أن بدا من “أحمد” خير طالع
وأكرم سيف للجلاد وأصدق

///

تجلى على دست الخلافة ضيغما
يقود المذاكي من كميت وأبلق

///

ليخلفه أبناؤه وبنوهم
صوارمَ روعٍ ، أو أسنٌةَ بيرق

///

وحسب المعالي بابن سلطان سيدا
على صهوة التاريخ يعلو ويرتقي

///

إذا ما ذكرناه ذكرنا محنكا
بعيد المدى عالي الجناب المحقق

///

نَجيٌَ المعالي، معلم السيف والندى
سمير العوالي والجراز المذلٌَق

<<>>

سعيد بن سلطان تحية شاعر
كريحِ الصٌَبا جاءت بفلٍ وزنبق

///

قرأتك، لا أدري أكنت مهوما
أم الحرف من أنواره نار منطقي

///

ألاحظ “بالفيحاء “وجهك مشرقا
كأنك توحي ما تشاء وتنتقي

///

وترسم ماتبغيه للمجد من غد
ضَحوكٍ، على صَرحٍ من العزٌّ مونق

///

طلعتَ من “الفيحاء” أزهر من ضحىً
وأشجعَ من ليثٍ ، بيوم مؤرق

///

يمور بجنبيك الجلال منورا
وتسمو بعطفيك المعالي وترتقي

///

وتلك من “الفيحاء” شيمة مَحتَدٍ
لمن هو أهلُُ للسموٌّ المحلٌِق

///

ولم لا و أنت ابن الصوارم والقنا
وابن الوغى والخيل بالخيل تلتقي

///

فإن تكن الفيحاء صاغتك للعلى
إماما ، فانت ابن السنا المتألق!

<<>>

أجل أيها العالي سناء ومظهرا
وأكرم من شاق القوافي بشيق

///

رأيتك ملء العين رأيا وحكمة
وشاهدت منك المجد يهمي بريٌّق

///

تحاول جمع الشمل بعد شتاته
وترأبُ صدعَ العزٌِ بعد التفرٌق!

///

وتسترجعُ الأقطارَ بعدَ انسلاخِها
وتحمي قلاعَ الشرق بعد التمزٌق

///

وتنقضُ ما قد أبرمَ الدهر بالحمى
وتُبرِم ما تَبغيه إبرام أحذق

///

تُيَمٌِمُ شطرَ الغرب تبني سياسة
مظفرة توقى بها الخطب أو تقي

///

وتنظر نحو الشرق نظرةَ واثقٍ
وترمقه حباً ولم يكُ يُرْمَق

///

فإن رجفت بالشرق خيلك شُزٌَباً
وسالت عليه فيلقا بعد فيلق

///

فقد مخرت “سلطانةُ ” العزِْ أبحراً
“لواشِنْطُنٍ” تسري بأصيد أسمق

///

فحطٌَ بها “النعمان” يستكشف المدى
بإسمك لما يألُ أو يترفٌقِ

///

ومن بعدها حطت “بلندن” تبتني
مَعالِمَ للتاريخ لم تتحقٌق

///

وخفٌَت إلى “باريس” تسعى بودها
إلى ابن نابليون في عز بيرق

///

 وفي “مصر” كانت وقفة عربية
موفقة تهفو لسَعيٍ موفٌق

///

فكان لك “الباشا” أخا ومؤآزرا
وكنت له مثل الصديق المصدق

///

ربطت هوى “الفسطاط” يوما بـ”مسقطٍ”
وأنعم بهذا الربط مجدا وأخلق

<<>>

سعيد بن سلطان بن أحمد حيٌِهل
أناديك للجلٌَى بقلب ممزق

///

لئن صفقت بيض الشبا لك لوعة
من الحب فالتاريخ خير مصفق

///

رآك فلم يبصر سوى جدٌ ماجدٍ
وهمٌةِ مقدام ٍ وحكمةِ معرق

///

ولم يرَ إلا همة عالميةً
ربطتَ بها ما بين غرب ومشرق

///

فما لبنيك الشمٌِ بعدكَ سارعوا
الى ساحِ حربٍ مكفهرٌٍ وموبق

///

 أما علموا أن الدٌخيلَ بمرصدٍ
وإن عدوٌَ المجد ليس بمشفق

///

ألمٌا يروه مزٌَق الملكِ عنوة
وأذكى عليهم كل جمر محرق

///
 وأشرع بالاوطان حدٌَ شباته
ومزق منها كل ما لم يمزق

///

و جزأٌَ أجزاء البلاد، وحدٌدَ الحدود،

وأورى كل ربعٍ وجَوسق

///

إلى أن وصلنا للتي ليس بعدها
مجالُُ سوى للمدمع المترقرق

<<>>

سعيد بن سلطان أحييك، والمدى
بعيد، وأنٌي بالأسى جد مرهق

///

ولكنني بالمعلمين متيم
ولوع بهم ، صَبٌُُ شديدُ التَعلٌق

///

وما كنتُ مدٌَاحَ الملوك وإن علوا
ولست وربٌِ العرش بالمتملٌِق

///

 أبَيْتُ لنفسي أن يقالَ منافقًُ

وأكرمت شعري أن يضلٌَ ومنطقي!

///

على ذاك قضٌَيت السنين جليلة
فمن ليَ إلا أن اجلل ما بقي!!

مسقط / السيب ١١ من رجب ١٤٤٣ هجرية – ١٣ من فبراير ٢٠٢٢ م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى