فَصَافَحَتْنِي شِفَاهُ الْحُبِّ تَرْتَعِدُ
أ. د. محسن عبد المعطي محمد | شاعر وروائي مصري
هَلَّتْ فَغَرَّدَ قَلْبٌ عَاشِقٌ سَهِدُ
مِثْلَ الْعَصَافِيرِ بِالْأَعْشَاشِ إِذْ وُلِدُوا
|||
بَدْرٌ يَنِيرُ الدُّجَى فِي طَلَّةٍ نَدُرَتْ
تُحْيِي الْمَوَاتَ وَحِضْنُ الْحُبِّ مُتَّقِدُ
|||
طَالَعْتُهَا بِعُيُونِ الصَّبِّ فِي وَلَهٍ
فَصَافَحَتْنِي شِفَاهُ الْحُبِّ تَرْتَعِدُ
|||
وَلْهَى تَتُوقُ لِلْقْيَانَا وَقَدْ عَشِقَتْ
وَاسْتَيْقَظَتْ مِنْ سَنَاهَا الْأَعْيُنُ الْخُرُدُ
|||
بِمُقْلَتَيْ جُؤْذُرٍ قَدْ عَذَّبَتْ أَسَداً
تَمَايَلَتْ فَاسْتَبَانَ الْحُبُّ وَالرَّصَدُ
|||
أَهَابُهَا وَنِبَالُ اللَّحْظِ تَسْبِقُهَا
إِلَى فُؤَادِي فَثَارَ الْحَبْلُ وَالْوَتَدُ
|||
أُحِبُّهَا لَا تَلُومُونِي بِقُبْلَتِهَا
لَحْنُ الْغَرَامِ مَعَ النَّهْدَيْنِ قَدْ لَبَدٌوا
|||
وِرْكَا عَرُوسٍ تَرُومُ الْحُبَّ مِنْ بَطَلٍ
تَبْغِي الْعِشَارَ وتَاقَتْ وَرْدَةٌ أُجُدُ
|||
قَالَتْ:”تَعَالَ فَقَلْبِي طَابَ مَعْدَنُهُ
وَقَبَّلَتْنِي مِنَ الثَّغْرِ الَّذِي يَجِدُ
|||
قَبَّلْتُهَا فَاحْتَيْتْ فِي حَقْلِهَا وَبَدَتْ
أَحْلَى الْوُرُودِ وَطِيبُ الْحُبِّ مُعْتَقَدُ
|||
وَعَانَقَتْنِي ذِرَاعَاهَا بِأَلْسِنَةٍ
مِِنْ نَارِهَا لَمْ تَزَلْ تَهْفُو وَتَفْتَقِدُ
|||
قَلْبِي ارْتَضَى نَارَهَا مُسْتَوْثِقاً عُهُداً
تُوفِي النُّذُورَ فَنِعْمَ الْحُبُّ وَالْعُهُدُ
|||
كَيْفَ الْوُصُولُ بِأَحْلَامٍ وَأَجْنِحَةٍ
إِلَى بِلَادِ الْهَوَى تَجْتَاحُهَا الْعُهَدُ
|||
أَخَذْتُهَا بَيْنَ أَحْضانِي مُنَعَّمَةً
وَقَدْ سَقَاهَا عَلَى شَوْقٍ لَهَا الزَّبَدُ