كقبلة عشق في محطة السفر هذه الحياة
عزيز فهمي | كندا
أجري إليك
يا بحار السراب على سحنة الوهم
أيها الماء المسجون
في قربة العطش
يا نداء الرمل في حنجرة الريح
يشدني إليك
هذا اليقين الذي شربته
في ثدي السؤال
وكنت صبيا أرى الله
في طول النخيل
في حكمة جدي
في بياض عباءته المعدة دائما للصلاة
أرى الجنة في حكايات الليل
وأرى الجحيم على قارعة الصباح
أجري إليك
يا حتفي الذي ينتظرني
كعدو في معركة الأوهام
يسدد إليَّ رصاصته الزمنية
ينتظر قدومي المسرع إليه
فيتبرأ من دمي
أمامي
وأمام تجاعيدي
أمام خيباتي وكلامي
لذا أمشي على ماء جاف
لعلي أرسم على الطريق أثارا للريح
فتكون معجزتي
أفتح بها خبايا ألأحلام
أكون في عينيك فارس أوهام
أرتاح على صدرك
أيتها الحياة
التي نعيشها كما لا نشتهي
فيسكننا ندم القبول
حين الرفض أجمل
فنسأل
لماذا…
ولماذا…
تمر سريعة كبرق شارد في السماء
كقُبلة حالمة في محطات السفر؟
هذه الحياة
لماذا تمر سريعة كالحياة…؟