لماذا أكتب؟
أليسار عمران | سورية
أنرتنا بحضوركَ شاعرنا الغالي
أخبرنا بدايةً لماذا تكتب!
ولمن تكتب!
شكراً لكم الحقيقة إنّني أكتبُ كي أتحرّرَ من قيودٍ تكبّلني!
أمّا لمن أكتب !؟
فأنا أكتبُ لي!
حدّثنا عن بدايةِ تجربتك الشّعرية!
التّحول!
مسيرتكَ!
إلى أي مكانٍ تريدُ أن تصل!؟؟
بدايةً كنتُ أسألُ نفسي، ماسببُ حضوري في هذا العالم!
لم أقتنعْ بفكرةِ أنّني موجودٌ لأجتهدَ من أجل الحصولِ على شهادةٍ عاليةٍ، أو من أجلِ أن أشتري منزلاً فخماً لأسرتي، أوأن أمدّ يدَ العون للآخرِ!
ثمّةَ أسئلةٍ كانتْ تؤّرقني كنتُ أحتاجُ شعوراً
كنتُ أسألُ دوماً ماهيَ السّعادة !
لا أخفي عليكِ ثمّة امرأةٍ مرّت صدفة أمامي فشعرتُ بأني موجودٌ فكانت البدايةُ..
التحوّلُ كانَ بدايةً في الانخراطِ في عوالم الكتابةِ ومحاولة موسقةِ العمق، ماحدثَ هو أنّني صرتُ أتوقّفُ عند كلّ القاماتِ السّامقةِ التي تكتبُ من القدماء والمعاصرين، كمن يفتّشُ عن ضالّتهِ تحت جلدِ من عَبروا
سأخبركِ ما اكتشفتهُ…
النّصوصُ العظيمةُ: هي من خطتها أصابعٌ ترتجفُ من الغضبِ والتمرّد والحزنِ
إنّ الشّاعرَ الحقيقي يشابهُ امرأة تطلقُ جنينها في شهرها التّاسعِ لأن حملهُ واحتضانهُ غدا ثقلاً لايطاقُ وإنّ رحمَ الكونِ الكونِ واسعٌ
مهما تعلّمنا سنعاني من الجهلِ والضّيقِ مما لانفهمهُ
أدركتُ أنّ الأفكارَ العظيمة كالأجنّةِ تماماً تنمو بالاحتضانِ والانتظارِ وتكتملُ باكتمالِ الألمِ
المسيرةُ ابتدأتْ حينَ تخلّفتُ عن القافلةِ،وصرتُ أسيرُ وحدي معي وصرتُ صديقي .
سأخبركَ نكتة لطيفةً :سائقَ الشاحنة مدّ عنقهُ من النّافذةِ البارحة وابتسمَ لي حين حدّثتُني نكتةً وضحكنا معاً بصوتٍ عالٍ
لقد رفع يداهُ وصفّقَ لي ..
فنظرتُ في وجهه وأشفقتُ عليه وقلتُ له في قلبي: يالكَ من أحمقٍ وحدهم العقلاءُ في حوارٍ دائمٍ من ذاتهم أيها الأبله!
أما عن سؤالك إلى أينَ أريدُ أن أصل..
حقيقةً لا أريدُ أن أصل..
فأنا أكتبُ وأنسى وأتجرّدُ مني لأتخلى عن ذلك الذي كتبَ
لأعودَ غيمةً بيضاءَ دوماً تتوجهُ إلى نقاطٍ عاليةٍ من الألمِ تغوصُ فيها وتحاولُ استكشافها وتتحمل نيرانَ حرائقها
ربّما أحاربُ جاهداً للعودة طفلاً لايعرفُ شيئاً..
تدهشهُ فراشةٌ عبقُ وردةِ،دمعُ غيمة نسمةٌ عابرة
حقيقة لستُ أدري أينَ توغلُ نفسي في متاهاتها المتشعبة
أخبرنا متى يرضى الشعراء !؟
حقيقةً الشاعرُ الحقيقي غيرِ راضٍ أبداً
هل أنتَ عاشق!؟
لولم أكنْ عاشقاً لمادفعني الشّغفُ لأغوصَ في أعماقي لدرجةِ الضّياعِ
هل ستجد نفسكَ!؟
أعتقدُ أنّني أوجد في كلّ حرفٍ أكتبهُ،
وكأيّ شجرةٍ أرجو أن تكونَ حروفي بالنّهاية مواقدُ دفءٍ للنفوسِ الباردةِ بعد موتي.