أدب

ما من أماني سواك

عفاف حسين الخطيب | سورية

مَا يُغنيني عن كلّ أحاديث الكَون في هذه اللحظة
أننَي وبَعد دقائقٍ سأكونُ بصحبتكَ عَلى موعدٍ جديد مع الحياة
كلّ منا يُولد مرة واحدة دون أن يَعي؛ إلّا أنا يُمكنني الآن أنْ أشهد صَرختي الأُولى في أذن الأُفق، أن أغسلَ كلّ جروحي بابتسامتكَ وأقطع حِبال الماضي كلّها من قَبلك!

هَاني… يَا سيّد الهوى في قَلبي
تعلم
أنّه مارس
شَهر الكرز ومِيلادي سَوياً
بَل شَهر مِيلادي فقط
أمّا الكرز فموسمه الوحيد
جِمام خَديّ في إحدى حِواراتنا
أرض عَيني يومَ اللقاء
أو مَحيط شَفتي
إن تحولّتَ لِيمامة قرنفلية تَتتكئ على الدوام!

لَربما سمعت أنني أكره أعياد الميلاد، هذه الاحتفالات لم تكن تمدّ لي بِصلة منذ صُغري
لكن ماذا عَساي أن أفعل ؟!
لم يَكن باستطاعتي تجاوز اللحظة التي وَلدتني بها ثانية!
أنا وإياكَ على حد سواء
أنتَ هنا في اللحظة الأولى
وحتى الرَمق الأخير أنا هُناك

ولَو كَان باستطاعتي قَطع مَسافات الأيامِ دَفعة واحدة كَي أُلاقيك لَفعلت!
لَوجدتني أَحبوا على رأسي إن أتعبني المَشي

لو صَدّقت شَلفة الودَع التي أخبرتني بها قارئة الكفّ يومها !
لاعتصرت آخر قطرات الصّبر في نَفسي وتربعتَ على رصيف الثواني أنتظر طيفكَ!

أحضر انتباهك وسجّل ما أعترف
الآن أنا في عيدي الثاني والعشرين
أباغتُ اللحظة الحاسمة
أحتفل بإيقاعات صوتكَ
بقوالب الحلوى التي تصنعها كل نظرةٍ من عينيك
بآلاف الشموع التي يفرضها وجودك على أي صباحٍ يبدأ بكَ
أَظنني في هذا العام لن أكبر يا سيّد القلب
أجد عُمري يأبى أن يخطو درجة أخرى من سلّم الأعوام
وأجدني خاسرة أمام ما قد مضى مني!!
كلّه اليوم هان!
غير أنانيتي لا تحيد عني!
تدفعني بشراهة لأغرس
سكينتي في صدر الأيام
لأشج من تحت أقدامها الطريق إلي
ويدفعني الغرق بكَ لأكون مُجرمة بحق الدفاع عن النفس..

تُطلق الساعة قُبلة الوداع
يَحين وقت الأمنيات
وكَما اعتدت
تواليني السّماء
كالعادة إنّها تمطر الآن
لكنها لا تُمطر !
تَبصق في وجهي
كيف يكون لي بعدك أمنيات؟!
دَون ثانية
ثمّة اعتراف آخر
مَا من أماني سِواك.
1/5.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى