ليت العمر يرجع لي
تركي عامر | فلسطين
قُرّاءَ بَوْحِي أنا فِي البَوْحِ مُلْتَزِمُ،
بِحِكْمَةٍ كانَ أوْحاها لِيَ الحُلُمُ
///
لِلْحُلْمِ أيْضًا كَما لِلْعِلْمِ مَنْطِقُهُ،
يَهْوَى المَعانِي مَعَ الأشْكالِ تَنْسَجِمُ
///
لَوْ شِئْتَ قَوْلًا قُلِ الأشْياءَ واضِحَةً،
لا لَبْسَ فِيها وَلا يَشْقَى بِها حَكَمُ
///
يا بَحْرَ شِعْرِي أقِمْ لِلرِّيحِ مَدْرَسَةً،
تُعَلِّمُ المَوْجَ كَيْفَ المَوْتُ يَبْتَسِمُ
///
لا فُضَّ فُوكَ تَقُولُ الرِّيحُ هامِسَةً،
وَخَلْفَ ظَهْرِي يَكادُ الظَّهْرُ يَنْقَصِمُ
///
لا خَيْلَ عِنْدِي وَجَيْشُ اللَّيْلِ مُعْتَصِمٌ،
بِالضَوْءِ رُوحِي جِدارَ اللَّيْلِ تَقْتَحِمُ
///
يَنامُ سَهْلِي وَلا يَرْنُو إلى قِمَمٍ،
وَحَسْبُ سَهْلِيَ أنْ حارَتْ بِهِ القِمَمُ
///
حَبيبَةَ القَلْبِ لَيْتَ العَيْنَ ما نَظَرَتْ،
إلَيْكِ سَهْوًا فَأَرْدَى قَلْبِيَ السَّهَمُ
///
أراكِ لَيْلَى وَلَيْلِي لَيْسَ يُشْغِلُهُ،
إلّا مَواوِيلُ وَجْدٍ فِيكِ تُنْتَظَمُ
///
مِنْ لُقْمَةٍ يَشْبَعُ الجَوْعانُ مُكْتَفِيًا،
وَمِنْ جَمالٍ طَغَى لا يَشْبَعُ النَّهِمُ
///
جَمِيلَتِي أنْتِ مُنْذُ الآنَ مُعْتَقَدِي،
إلَيْكِ جَهْرًا لَقَدْ أسْرَى بِيَ القَلَمُ
///
بِكُحْلِ عَيْنَيْكِ مَجْنُونًا غَدا قَلَمِي،
أنْتِ المَلِيكَةُ أيّامِي لَكِ الحَشَمُ
///
وَالقَصْرُ شُكْرًا يُسَمِّينِي هُنا مَلِكًا،
بِقَصْرِ شِعْرِي بَناتُ الفِكْرِ لِي خَدَمُ
///
كَأَنَّ قَيْسًا بِلا وَعْيٍ تَقَمَّصَ بِي،
وَدَفْتَرُ الوَعْيِ بِالأشْعارِ يَزْدَحِمُ
///
فِي قَلْعَةِ الحُبِّ حِبْرِي باتَ مُعْتَقَلًا،
وَفِيكِ سُهْدِي هَنِيئًا صارَ يَحْتَلِمُ
///
بِقَدِّكِ القَلْبُ قَلْبِي وَالِهٌ دَنِفٌ،
شَوْقِي شَدِيدٌ وَأقْوَى الظَّنِّ بِي سَقَمُ
///
لا شَيْءَ عِنْدِي سِوَى عِشْقٍ يُعَذِّبُنِي،
وَتَسْهَرُ النّارُ فِي مائِي وَتَضْطَّرِمُ
///
سَأخْتِمُ الآنَ: لَيْتَ العُمْرَ يَرجِعُ بِي،
إلى شَبابٍ يُغَنِّي: أنْتِ لِي حُلُمُ.